50

Nukat Fi Quran

النكت في القرآن الكريم (في معاني القرآن الكريم وإعرابه)

Investigador

د. عبد الله عبد القادر الطويل

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

وقيل: أصلها اللزوم من قول الشاعر: لمْ أكنُ من جنتها - عَلِمَ الله - وإني لحرها اليوم صالِ أي: ملازمٌ لحرها، فكأنَّ معنى الصلاة ملازمة العبادة على الحد الذي أمر الله تعالى به. وقيل: أصلها من الصلا، وهو عظم العجز لرفعه في الركوع والسجود. ومن هذا قول النابغة: فآبَ مصلوهُ بعينٍ جليةٍ وغودرَ بالجولانِ حزمٌ زنائلٌ أي: جاؤوا في صُلا السابق، وعلى القول الأول أكثر العلماء. ومنه قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً﴾ [الأنفال: ٣٥]، أي: دعاؤهم، والأصل على ما قلنا الدعاء، وهو: اسم لُغَويٌ، فأضيف إلى ذلك الدعاء عمل بالجوارح، فقيل: صلاة، وصار اسمًا شرعيًا. ومثل هذا (الصوم) أصله الإمساك في اللغة. وجاء في الشرع: الإمساك عن الطعام، فصار اسمًا شرعيًا بهذه الزيادة. والكبيرة: نقيض الصغيرة، ويقال: كبرُ الشيء فهو كبير، وكبرُ الأمر، أي: عظم، وأصل الخشوع التذلل. قال جرير. لما أتى خبرُ الزبير تَضَعْضَعَت سور المدينةِ والجبال الخشعُ ومنه: خشعتْ الأصوات، أي: سكنت وذلت. فصل: ومما يسأل عنه: أن يقال: ما وجه الاستعانة بالصلاة؟ والجواب: أنه لما كان في الصلاة تروة القرآن، وفيها الدعاء والخضوع لله.... كان

1 / 143