واعلم أن النصر بيد الله {وما النصر إلا من عند الله }،{إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده} ولا بد من الامتحان: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب} وعليك بالصبر فإنه سلطان الدين، وهو من الإيمان كالرأس من الجسد ولا إيمان لمن لا صبر له {ياأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا}، {كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين}، وبلغني أن بعض الجند الذين معكم اجتمعوا على [دف] مثلث، فانهوا عن المنكر تنصروا كما جاء في الأثر عن سيد البشر، تعوذوا بالله من الإتكال على نفوسكم، أو على أحد من الخلق فإن الإتكال على النفس ثمرته العجز، والإتكال على الناس ثمرته الضياع، ولكل شيء آفة وآفة العمل الصالح الإعجاب، حمى الله دينكم وحرسه وعافاكم، وأصلح أحوالنا وأحوالكم وبعد شريف السلام نصر من الله وفتح قريب، المنصور بالله إن شاء الله وحال صدروها، والغايب الناكث محمد بن عبد الله يطلب الرفاقة من الأصحاب بعد أن قتلوا من أصحاب الترك الذين خرج بهم ستينا رجلا، ونرجوا من الله أن يأتوا به أسيرا أو قتيلا. انتهى لفظ كتابه عليه السلام.
Página 254