نصفه الذي يلي الأرض فإذا جاوزها ليلة الاستهلال أنحرف عن موازاتها قالت الظلمة من النصف الأسفل إلى النصف الأعلى بقدر ما ينجلي منها ليلة الهلال كالعرجون القديم لا يزال ينحرف عنها حتى يبدر عن الشمس نصفه الأعلى ويقابلها نصفه الذي على الأرض عند الامتلاء وهو الاستقبال فيأخذ النور في الاستقبال من نصفه الأسفل إلى نصفه الأعلى حتى ينتهي إلى الاجتماع، ويدور الشمس والقمر على جانب من الأرض إلا ليلة الخسوف تحول الأرض بينهما فتحجب القمر عن الشمس فيخسف بظل الأرض. وقوله ﷿ لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر أي لا يمكنها أن تدرك القمر في سرعة سيره لأن دائرة فلك القمر في فلك عطارد وفلك عطارد داخل في فلك الزهرة وفلك الزهرة داخل في فلك الشمس فإذا كان طريق الشمس أبعد قطع القمر جميع أجزاء فلكه أعني البروج الاثني عشر في زمان تقطع
الشمس برجا واحدا من فلكها وقيل لم يكن يليق بمصلحة العباد لو جعلت الشمس في سرعة السير كالقمر فإنها لو قطعت الفلك في ثلاثين يوما لدارت الفصول الأربعة في كل شهر واختلت الزروع والثمار واستقامة الأحوال، وقوله ﷿ ولا الليل سابق النهار أي الشمس التي بها الضياء خلقت مضيئة والليل بكرة الأرض التي يغيب ضوء الشمس يطرف منها عن الأرض وهي في بعدها من الأفلاك بعد واحد من جميع الجهات لأنها في العالم بمنزلة الثقل والأفلاك والكواكب في غاية اللطف لما أديرت وقعت كثافة الأرض إلى السفل فإن اللطف يتحرك إلى الأعلى والثقيل الكثيف إلى أسفل فلما دفعت أجرام الفلك عن التراب من جميع النواحي دفعة واحدة اجتمع إلى الوسط وقد جرب ذلك في قنينة ملئت بالماء وألقى فيها حفنة من تراب ثم أديرت بالخرط فبدأت أجزاء التراب
1 / 7