نظمنا من الخلان عقد فرائد ... ولما نجد إلاك واسطة العقد
فماذا تراه لا عدمناك ساعة ... فنحن بما نبديه في جنة الخلد
فكان جوابه لهم
هو القول منظوما أم الدر في العقد ... هو الزهر تفاح الصفا أم أشد الورد
أتاني وفكري في عقال من الأسى ... فحل بنفث السحر ما حل من عقد
فيا من بهم تزهى المعالي ومن لهم ... قياد المعاني ما سوى قصدكم قصدي
فسمعنا وطوعا للذي قد أشرتم ... به لا أرى عنه مدى الدهر من يد
وعندي ما يختار كل مؤمل ... من الراح والمعشوق والكتب والرند
فقوموا على أسم الله نحو حديقة ... مقلدة الأجياد موشية البرد
وكل ما شاءه لست ناويا ... عتابا له أني المساعد بالود
ولست خليا من تأنس قينة ... إذا ما شدت ضل الخلي عن الرشد
لها ولد في حجرها لا تزيله ... أوان غناء ثم ترميه بالبعد
فيا ليتني قد كنت منها مكانه ... تقلبني ما بين خصر إلى نهد
ضمنت لمن قال أني زاهد ... إذا حل عندي أن يحول عن الزهد
فإن كان يرجوا جنة الخلد آخلا ... فعندي له في عاجل حبة الخلد
فركبوا واجتمعوا ومن لهم أحسن يوم وما زالوا بالرصافي إلى أن شرب معهم
فقال الكندي
غلبناك عما رمته يا بن غالب ... براح وريحان وشدو وكاعب
فقال أبو جعفر
بدا زهده مثل الخضاب فلم يزل ... به ناصلا حتى بدا زهد كاذب
ثم غربت الشمس فقالوا ما رأينا أقصر من هذا اليوم وما ينبغي أن تترك وصفه فقال أبو جعفر أنا له ثم قال وهو من عجائبه المعجزة:
1 / 30