وكلامه عليه السلام لا يحصى كثرة في إطلاق هذه اللفظة قاصدا بها نفسه وذريته، إما مصرحا، أو ملوحا.
ومن كلام الناصر الكبير عليه السلام: "بيتان طاهران، بيتي وبيت القاسم بن إبراهيم عليهم السلام، أما بيتي فيخرب، وأما بيت القاسم، فيبقى معمورا إلى يوم القيامة"، يريد أولاده وأولاد القاسم، وكم عسى أن يعد الإنسان من الشواهد من شعر العرب:
إن أبا ثابت لمجتمع الرأي .... شريف الآباء والبيت
يريد بالبيت أولاده وقومه، قال في ضياء الحلوم: "البيت عيال الرجل، والبيت واحد بيوتات العرب"، فلم ينازع نشوان على شدة تعصبه على العترة في أن البيت عيال الرجل
قالوا: فما معنى أهل بيتي كالنجوم؟ وكأنه قال: "أهل أولادي"، وكذا في قوله: "أهل البيت" فكأنه قال: "أهل أولادي".
قلنا: إن أهل بيت الرجل أولاده وقرابته، وإذا أطلق لفظ "البيت" من دون ذكر "الأهل" أفاد أولاد الرجل، ومتى قيل: "أهل البيت"، أفاد هذه الفائدة، ولا يلزم ما قلتم؛ لأن لأولاد الرجل اسمين أحدهما نفس لفظ "البيت"، والثاني نفس لفظ "أهل البيت"، وقد قال نشوان: "إن الأهل الأتباع"، فلما كثر استعمال ذلك، سمي بهما أهل بيت الرجل، وهذا تحامل من نشوان، وهو ظاهر التهافت، أليس قد أقر أن الأصل في "الأهل" الأتباع؟ وأن الأتباع لما كثر، سمي بذلك أهل بيت الرجل، فلا بد هاهنا من اسم ومسمى، والإسم لفظ "الأهل" بزعمه، والمسمى "أهل بيت الرجل"، فعلى هذا الإسم هو المسمى لأن المسمى عنده "أهل بيت الرجل"، والإسم لفظ "الأهل"، ومعلوم أن الإسم غير المسمى، وإلا لزم إحتراق من يلفظ بإسم النار، شعرا:
Página 107