"هذا الخبر قد بلغ حد التواتر، وليس لخبر من الأخبار ماله من كثرة الطرق، وطرقه مائة وخمس طرق، وفي هذا زيادة على الحد المعتبر في التواتر".
قال محمد بن جرير الطبري:
خبر الغدير طرقه من خمس وسبعين طريقا، وأفرد له كتابا سماه "كتاب الولاية".
وقال أبو العباس أحمد بن محمد: "خبر الغدير له مائة وخمس طرق"، وقد أفرد له كتابا أيضا.
وقال الفقيه الإمام الفاضل محب العترة النبوية محمد الديلمي رضي الله عنه: لا شك في بلوغ خبر الغدير حد التواتر وحصول العلم به، ولم يعلم خلافا لمن بعده من الأمة في أمره، وهم بين محتج به ومتأول له.
قال سيدنا العلامة فخر الدين يعسوب العلماء الهادين عبد الله بن الحسن الدواري، أعاد الله من بركاته: قد زاد خبر الغدير على الطريقة المعتبرة في التواتر، وبلغ مبلغا عظيما في العلم به والجلاء، فلا شك فيه ولا ريب.
قلت: من أنكر خبر الغدير، فقد أنكر ما علم ضرورة من الدين ؛ لأنا علمنا من طريق الأخبار المتواترة صحة خبر الغدير، كما علمنا يوم بدر وحنين وأمثالهما من أيامه صلى الله عليه وآله وسلم، وعلمنا ذلك ضرورة من طريق الأخبار المتواترة، كعلمنا أن في الدنيا مكة وشبهها، فمن ناكرنا في صحة خبر الغدير، لم يستحق جوابا ؛ لأنه سوفسطاي، للأخبار المتواترة.
Página 78