فقال الزبيري: وجدت الأشياء شيئين، شكلا وضدا، فمتى وجد شئ يشاكل شيئا فيجري مجراه ولا يسوى به، ووجدت من شبه الشكل بغير شكله، وقاس الجنس بغير جنسه، نسب إلى الجهل وقلة التمييز، وذلك أنه لا يقال الليل أضوأ أم النهار ؟ ولا الصبر أحلى أم العسل ؟ لأن أحدهما لا يشبه صاحبه، ولا هو من جنسه، وإنما يقال: الشمس أضوأ أم القمر؟ ويقال: العسل أحلى أم السكر ؟ فيقال العسل ؛ لأنهما من جنس واحد، وأحدهما أحلى من صاحبه وأضوأ، وكذلك وجدنا الناس جنسين، جنس نبؤة؛ وجنس رعية؛ ولا يقاس أحدهما بصاحبه؛ فلذلك لا يقال علي أفضل أم أبوبكر؟ لأنه لا يشبهه، ولأنهما ليسا من جنس واحد.
ولكن يقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم أفضل أم ابن عمه علي عليه السلام؟، فيقال: النبي صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من علي عليه السلام، ويقال علي أفضل أم الحمزة وجعفر والعباس رضي الله تعالى عنهم ؟
فيقال علي عليه السلام.
وجائز أن يقال: أبو بكر أفضل أم عمر أم عثمان أم طلحة أم الزبير ؟ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم - كذلك ألفهم حين آخى بين الصحابة، وآخى بين نفسه صلى الله عليه وآله وسلم وبين علي عليه السلام ؛ لأنه من شكله في الجنس ونظيره في المولد، شعرا:-
إن علي بن أبي طالب .... جدا رسول الله جداه
Página 62