El fin de la advertencia en la aniquilación del engaño
نهاية التنويه في إزهاق التمويه
Géneros
Ciencias del Corán
Tus búsquedas recientes aparecerán aquí
El fin de la advertencia en la aniquilación del engaño
Hadi Ibn Wazir d. 822 AHنهاية التنويه في إزهاق التمويه
Géneros
وأما الشافعي رضي الله عنه فلا يشق غباره، ولا تخفى في العلم والفضل محامده وآثاره، استولى من العلوم على أسرارها، وأحاط بالمكنون من عيونها وأبكارها، خلا أن البويطي حكى عنه الرؤية، فإن كانت غير معقولة كما تزعمه الأشعرية، فحاشا فكره الصافي عن المناقضة، وإن كانت رؤية معقولة، فحاشاه عن التشبيه، وأما الجبر فلم يسمع منه في مصنفاته، ولا بلغنا عن أصحابه أنه ذهب إليه.
وأما مالك رضي الله عنه: فلا يجحد فضله، وله اليد الطولى في ضبط الأحاديث وإحرازها، والتحرز في الرواية، خلا أنه ربما استرسل في المصالح استرسالا كليا، وعول عليها تعويلا عظيما، حتى أن نظره أداه إلى القول بقتل ثلث الأمة في إستصلاح ثلثيها، ونحن نعلم ضرورة من الشرع صون الدماء وحياطتها، ونعلم من حال الصدر الأول من الصحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا لا يتجاسرون على إراقة محجمة من دم إلا عن تحقيق وبصيرة بنص قاطع.
فهذا ما أردنا ذكره من سيرة هؤلاء العيون، وأنظار هؤلاء الفضلا، وليس ما ذكرناه خطا من أقدارهم، ولا تقصيرا فيما رفع الله من منارهم، ومصداق ذلك ما روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: ((لا تسترذلوا العلم، فإن الله لم يسترذله حيث آتاه من آتاه))، وفي حديث آخر: ((ما استرذل الله عبدا إلا حظر عليه العلم)).
Página 230