وَمَعَهُمَا الأنزورت (^١)، وَيَعْجِنُهُ بِمَاءِ الصَّمْغِ وَيَخْدِمُهُ، ثُمَّ يَجْعَلُ لِكُلِّ ثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ (^٢) مِنْهُ دِرْهَمُ مِسْكٍ صغدي (^٣)، وَيَسْحَقُ الْجَمِيعَ وَيُحَشِّي مِنْهُ النَّافِجَةَ، ثُمَّ يُجَفِّفُهُ عَلَى تَنُّورٍ؛ وَمَعْرِفَةُ غِشِّهِ بِمَا ذَكَرْنَاهُ. وَمِنْهُمْ مِنْ يَعْمَلُ نَافِجَةً بِقُشُورِ الْبَلُّوطِ الْمَخْدُومِ بِالنَّارِ، وَيَخْلِطُ مِنْهُ [لِكُلِّ ثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ دِرْهَمُ مِسْكٍ] (^٤)، ثُمَّ يُحَشِّي بِهِ النَّافِجَةَ؛ وَمَعْرِفَةُ غِشِّهِ بِمَا ذَكَرْنَاهُ.
وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْمَلُ مِسْكًا بِغَيْرِ (^٥) نَافِجَةٍ، مِنْ زرواند (^٦) وَرَامِكٍ (^٧) وَدَمِ أَخَوَيْنِ، وَيَعْجِنُ الْجَمِيعَ، وَيَعْمَلُ لِلدِّرْهَمِ الْوَاحِدِ دِرْهَمَ مِسْكٍ (^٨). وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْمَلُ [مِسْكًا] مِنْ سُنْبُلِ الطِّيبِ وَبُرَادَةِ (^٩) الْعُودِ (^١٠) وَقِرْفَةٍ (^١١) وَقُرُنْفُلٍ (^١٢)، وَيَخْلِطُ بِمِثْلِهِ [مِسْكًا] (^١٣). وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْمَلُهُ مِنْ الْقُرُنْفُلِ [وشادوران وَزَعْفَرَانٍ، وَيَعْجِنُ الْجَمِيعَ بِمَاءِ وَرْدٍ، وَيَخْلِطُهُ بِمِثْلِهِ (^١٤)]، وَيَحْشُونَ جَمِيعَ ذَلِكَ عَنْبَرًا (^١٥)؛ وَمَعْرِفَةُ
_________
(^١) الأنزروت صمغ شجرة شوكية تنبت بجبال فارس، وهو تارة على شكل حبوب صغيرة لامعة مصفّرة أو محمّرة، وتارة على شكل حبوب غليظة. (الرشيدي: عمدة المحتاج، جـ ٤، ص ٥٠٢).
(^٢) وردت هذه المقادير في س بالأرقام، وما هنا من ص، م، ل، هـ.
(^٣) في س "صعدي"، وما هنا من النويري (نهاية الأرب، ج، ص ٦) حيث ورد أن المسك الصغديّ هو ما اشتراه تجار خراسان من التبت وبلاد الصغد التي تقع فيها بخاري وسمرقند.
(^٤) في س "ويخلط منه ١، ٣"، وما هنا من ل، هـ.
(^٥) في س "غير"، وما هنا من هـ.
(^٦) الزراوند نبات ورقه طيب الرائحة، وكانت تستعمل جذوره في العقاقير الطبية. (النويري: نهاية الأرب، جـ ١٢، ص ١٥٢، حاشية ١؛ الرشيدي: عمدة المحتاج، جـ ٢، ص ٣٩٠).
(^٧) الرامك مادة سوداء كالقار تخلط بالمسك، ويسمى هذا المزيج السّك. انظر المخصص (جـ ١١، ص ٢٠١)، وكذلك لسان العرب.
(^٨) في س "ويعمل للواحد"، ومن هنا من ص، ل، ع.
(^٩) في س "رادة"، وما هنا من سائر النسخ الأخرى.
(^١٠) العود - ومن أسمائه عود هندي، وعود النّد - خشب شجر طيب الرائحة. وهو معروف في التجارة وفي الطب والصيدلة وصناعة الأثاث، من قديم الزمان في الشرق والغرب. وموطنه الهند والهند الصينية وجاوة وسومطرة، وكانت أسواقه في العصور الوسطى هي القسطنطينة ودمشق وعكا والإسكندرية. (الدمشقى: الإشارة إلى محاسن التجارة، ص ٢٠٠؛ وكذلك. ٦٨٥ - ٦٨١. Heyd: Op. Cit ll. pp.)
(^١١) القرفة قشر شجرة معروفة بهذا الاسم، وهو ذكيّ الطعم والرائحة. (الدمشقي: الإشارة إلى محاسن التجارة، ص ٢٣؛ ٦٠١ - ٥٩٥. Heyd: Op. Cit. ll. pp) .
(^١٢) القرنفل براعم بها ثمار تحملها أغصان شجرة معروفة بهذا الاسم، وكانت تستعمل أغصان الشجرة وأوراقها في الطب والأطعمة والأشربة. وموطن القرنفل جزائر الملوك بالهند الشرقية، وأشهر أسواقه في العصور الوسطى القسطنطينية والإسكندرية. (النويري: نهاية الأرب، جـ ١٢، ص ٤٥ - ٤٦؛ وكذلك. ٦٠٧ - ٦٠٣. Heyd. Op. Cit. II. pp.) .
(^١٣) الإضافة من ص، م.
(^١٤) ليس لما بين الخاصرتين وجود في س، وهو وارد بسائر النسخ الأخرى.
(^١٥) العنبر مادة صلبة شهباء اللون تشبه الشمع، إذا سخنت خرجت منها رائحة طيبة. ويري =
1 / 49