وانخذها دار ملكه وسدة خلافته ، في سنة اثننين وعشرين ومائتين ، وسميت بذلك لأن المعتصم لما انتعل نجملته ومستاكره إليها سر كل منهم برؤيتها فتميل فيها سر من رأى . ولزمها هذا الاسم . والمسمى بالجملة عند النحوين بحكى على صبغته الاصلية من غير بحريف فيها ولا تغيير لها ، وقد غيرتها العامة فقالوا سامراء، وقد قلدهم البحترى - رحمه الله - فقال في صلب بابك :
أخلبت منه البد وهي قراره
ونصبته علما نسامراء
فوهم في ذلك وأخد عليه . وايما هي كما أنشد دعبل الخزاعي في دمها يفضل بغداد عليها :
بغداد دار الملوك كانت
حتي دهاها الذي دهاها
ما سر من رابسر من را
بل هي بؤس لمن راها حذف الهمزة لاقامة الوزن .
وكان السبب في ينائها أن العامة شكوا إليه من الجند والنزول عليهم في المساكن والتعرض بهم فقال له تعض صلحاء المحدثين : يا أمير المؤمنين إبي لا امن عليك أن يقاتلك العامة . فقال له : ولم تقاتلنى العامة * ومن تجمعها على ذلك وأنا في هدا العسكر العظيم ؟ فقال له : يقاتلو نك نسهام الليل ورفع الا يدي إلى الله - تعالى - في المساحد . فركب في الحال وتخير موضع سر من رأى على شاطىء دحلة . فينيت في أسرع وقت على كبرها ، واريحل البها وقال لذلك المحدث : قد تركنا قتال العامة ، فكيف هم اليوم ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ،هم بأيد مبسوطة لى الله - تعالى - بالدعاء لك ، بنيات خالمه ، وطاعه صافيه ، رغية الى الله - تعالى - في دوام دولتك .
وأتسع ملكه حدا حتى صار له سعون ألف تملوك سوى الاحرار ، ومن الخيل مالا بحيهى . وكان أميا لا يفرأ ولا يكتب صد اخيه .
Página 65