العامل الزاهد أبو يكر محمد بن الوليد بن محمد الفهري الطرطوشي - رحمه الله - قال فى تأليفه (سراج الملوك) :ودخل على المأمون فى مرضه الذى مات فيه فاذا هو قد أمر أن يفرش له جل الداية ، ويبسط له عليه الرماد ، وهو راقد عليه بتضرع وهو يقول : يا من لا يزال ملكه ، ارحم من يزول ملكه .
ونيت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ما اغبرت قدما عبد فى سبيل الله فتمسه النار . تفرد البخارى باخراجه في صحيحه ، فقال فى باب من اغبرت قدماه في سبيل الله : (1) حدثنا إسحاق قال : أخبر نا محمد بن المبارك، قال : حدثنا يحى بن حمزة قال : حدثني يزيد بن أبي مريم قال : أخبربي عبابة ابن رفاعة بن رافع قال : اخبربي أبو عبس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : الحديث . وخرحه أيضا في باب المشى إلى الجمعة فقال : حدثناعلى بن عبدالله قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، قال : حدثنا يزيد بن أبي مريم ، قال : حدثنا عباية بن رفاعة ، قال : أدر كنى أبو عبس وأنا أذهب إلى الجمعة ، فقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار. إسناد كالشمس .
ولث : « بزيد» يفتح الياء المثناة شامي ،ويشتيه به بزيد بن أبي مريم بضم الياء بواحدة وهو كوفي . وأبو عبس : عبد الرحمن بن جبر الحاربي من بنى الحارث ين الخزرج بن عمرو بن مالك بن الاوس ، شهد بدرا ، وكانت سنه إذ شهدها يما نيا وأربعين سنة أو يحوها . وتوفي سنة أربع وثلاثين من الهحرة وهو ابن سبعين سنه . ويقال : إنه كان يكتب بالعربي قبل الاسلام وهو أحد من قتل كعب بن الاشرف عدو الله وعدو رسوله .
Página 62