منا - صلى الله عليه وسلم - في الاثاية عليها ، وبعثنا البك كتابأ نسمى (استان الالباب) يفتر عن حواهر الحكم وزواهر الاداب ، ومطالعتك له تطلعك على أن اسمه لمساه موافق ، ونعته لمعناه مطابق ، وشفعناه بما تيسر تناوله علينا ، من الخزائن الحاضرة لدينا ، معتدرين لديك من التقصير ، ومقايلة مجلسك باليزر الحقير ، ولكن الملوك لو تهادت على قدر أقدارها ، وعظم أخطارها ، لضاقت عن ذلك متسعات أحوالها ، وفنيت بيوت أموالها ، وإيما الهدية وإن قلت دليل الاحتفال بالمهدي اليه والاهتبال .
والسلام على من اتبع الهدى وقال : إننى من المسلمين ، والحمد لله رب العالمين، والعاقية للمتقين ، وصلى الله على محمد خاتم النبيين ، وعلى اله الطاهرين لطيبين ، وعلى أصحابه أجمعين ، والسلام عليه وعليهم الى بوم الدين .
وقرم المامون مصر سنة سبع عشرة ومائتين ، فنزل قية حاسم بن هريمه التى على الجبل ، ووجه في محاربة الذين خرحوا عليه ، فهزموا وقتلوا ، ثم خرج بنفسه الى قفط وغيرها من بلاد الصعيد فقتلهم وسى دراريهم
ولها وقف على مدينة منف وعين شمس ، وكان قد اطلع على التواليف التى ألف الناس فى فضل بلاد مصر وأنها كانت في أيام القبط والفراعنة قناطر وجسورا بتقدير وتدبير حتى أن الماء ليجرى بحت منازلها وأفنيتها فيحبسونه كيف شاءوا وبرسلونه كيف شاءوا فذلك قوله جل من قائل فيما حكى من قول فرعون : « أليس لي ملك مصر وهده الانهار يجري من بحتى ؟ أفلا تبصرون؟»
Página 60