وإنما الفخر يتقوى الله وطاعته ، والايمان بهذا النى الامي خاتم الاندياء ، وأقضل من مشى بحت السماء ، والتزام شريعته ، والعدل في الرعية والحكم بالسويحة ، بين القوي والضعيف ، والشريف والمشروف ، وذلك النزام شريعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والعمل بمقتضاها ، وان نتفى كتابا عند الله لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها .
فكيف كفيت عمه البصيرة إذا سطع نور البرهان ، حنحت على ما أوتيت من فطنة ذكية وفطرة زكبة الى عبادة الاوثان ؟ وانخذت البد المصنوع الصانع المصنوعات ندا * ولم تر لك منه تقلبدا لمن سلف من الاباء بدا ؟
وأنا أدعوك دعاء المشفق الناصح، إلى سلوك السين الواضح ، وخلع الا نداد، ومفارقة ديانة الايداد(1) ، والتوجه لمن وجه وجهه إليه إبراهيم الخليل ، وقام على وحوده ووجوب وحدانيته الدليل ، وزين السماء الدنيا بزينة الكواكب ، وأظهر في الارض أنواع العحائب ، والاقرار بنبوة من ظهرت على بديه ما ذكرناه آنفا من الأيات الخارقة للعادات ، فانه لا نسمع به أحد ولم يؤمن به لا كان من أصحاب النار ، وحقت عليه كلمة العذاب في دار البوار ، فأسلم أيها الملك تسلم ، ويكن لك مالنا، وعليك ما علينا فان إسلامك إنمن الله عليك به من اسنى التحف الواصلة الينا .
واما ما أنحفتنا به من هديه ، وأطرفتنا به من طرفة سنية ، فما آتانا الله خير مما آتا كم بل ، أنتم بهديتكم تفرحون . إلا أنا اتباعا لنسنا-صلى الله عليه وسلم - في قيوله للهدية ، لما حيله الله عليه من الخلق الكريم ، وطمعا في أن يهديك الله بلطفه للصراط، المستقيم قابلناها بالقيول ، وثنينا عنان النظر اليها ، واقتدينا باين
Página 59