فوقع في جميعها «ينعم » ولم يقل في واحدة منها :«لا» وللشعراء في ذلك قصائد محفوظة عند الناس . وهو القائل : لو علم الناس ما عندى من حلاوة العفو لما تقربوا إلي إلا بالذنوب .
كتب بعض الرؤساء إلى الخليفة المأمون رقعه ، وكان قد وعده باستخدامه فطال مقامه بايه :
إن رأي أمير المؤمنين أن يفك أسير عدته من وثاق المطل وقمضاء حاحته ، او الاذن له بالانصراف إلى يلده .
فأعحب المأمون بالجازه فوقع على ظهرها : بكتب له تقليده ، وترغد عيشه ايامه بخمسين ألف درهم جزاء على طول مقامه .
ولما مات عمرو بن مسعدة نظر فيما خلفه من المال، فاذا قيمته ألف ألف دينار فأشيرعلى مخلفيه أن ينهوا الخبر إلى المأمون ، لئلا يصل اليه من غيرهم فيجد عليهم يكتمانهم إياه . فكتبوا اليه رقعة يعامونه يما خلفه والدهم من المال يسألونه فيول ما اختار منه ليحمل الى بيت المال .
فوقع على ظهر رقعتهم :
بما اجتهدوا في خدمتنا ، وبالغوا فى نصيحتنا ، لنعز هم في حياتهم ، ونتكفل مخلفيهم بعد مماتهم ! وهذا المال وإن كثر لواحد ، فان نقل لجماعة فبارك الله لحم فيه ، والسلام .
وما عسى أن يقال في من خصه الله بهذا النسب ، ونشأ من صغره على الاشتغال بالعلم والأدب .
روينا بأسانيد كثيرة أن المأمون هذا كان جالسا بين يدي أبي الحسن الكسائى المقرىء النحوى يعلمه ، إذ حضر غلام صغير ، ومعه رقعه مختومة، فسامها إلى مونف خرها خرق من وه صع ورصعه ي فيه ، ومضغها واكلها .
Página 49