ووافى الكتاب الى مصرها الى أميرها السري ابن الحكم في المحرم سنة ثنتين ومائتين ، فدعا له بالعهد على المناير ، وذكر ما خصه الله به من الشرف والماتر، حتى نوفي الرضى بطوس ، ودفن أمام قبر الرشيد في أول سنة ثلاث ومائتين. مرض ثلاثة أيام .
وأظهر المأمون عليه جزعا شديدا ، ومشى بين قائمتى النعش حاسرا يقول : الى من نفزع بعدك يا أبا الحسن * . وأقام عند قبره ثلاثة أيام ، يؤبى كل نوم ترغيف وملح فيأ كله وكانت سن الرضى أربعا وأربعين سنه .
ذكر هذا أحمد ابن أبي يعقوب بن وهب بن واضح الكاتب في تاريخه ، وان خداع في كتاب «المعقبين من ولد أبي طالب» وهو الثابي من بي العباس ممن اسمه عبدالله وكنيته أبو العباس وإن كان المسعودي ذكر أنه يكنى أبا حعفر . فالمسعودي مجهول لا لعرف ، ونكرة لا تتعرف(
وكان المأمون أحلم أهل زمانه . دخل عليه ابراهيم بن المهدي قبل رضاه عنه فقال : يا أمير المؤمنين ،ولي الثأر محكم في القصاص ومن تناوله الاغترار بما مد له من أسباب الرخاء أمن من عادية الدهر . وقد حعلك الله فوق كل ذى ذنب كما جعل كل ذى ذنب دونك . فان تاخد فيحقك وان تعف فيفضلك .
ذني اليك عظيم
وأنت أعظم منه
فخذ بحفك اولا
فاصفح بفضلك عنه
Página 47