مات والله الجود اليوم بأسره . هذا الفضل والله الذي يقال فيه :
ولولم تكن في كفه غير نفسه
لجاد بها فليتق الله سائله
ولكن كان قضاء الله قدرا مقدورا .
وقد كان الخليفة ندم ، ويزور شلو جعفر بباب الطاق بحيث لا يعرفه أحد ، خرج في زي العامة . وقد كان استشار زبيدة زوجه وكانت مبغضة لجعفر فأشارت عليه ، فهم بالموت الأحمر ، والفعل الأكدر ، والقول الأنكر .
وكان نكبالبرامكة ، كما قدمنا ، في صفر سنة سبع ويمانين ومائة (803م) وقتل جعفر . وذلك لتسع عشرة سنة خلت من خلافته . ولا يلتفت فيهم إلى قول الحسن بن هالى وهحوه لهم فذلك بهت ومخرفة. لأنهم سحنوه على الزندقة .
وتوفي الخليفة أبو جعفر هارون الرشيد بأرض طوس من بلاد خراسان ليلة السبت لثلاث خلون من جمادى الآخرة . وقيل : للنصف منه . وقال ابن ابي ريم في تأريخه (2) : توفي ليلة الخخيس للنصف من جمادى الأولى سنه ثلاث وتسعين ومائة (809 م) ، وهو ابن أربع وأربعين سنه . ودام في الخلافة ثلاثا وعشرين سنه وشهرين وسته عشر يوما . أخطأ عليه طبيبه جبريل بن بختيشو من دبيلة كانت به فكان ذلك سبب منيته (
قلمت : وقد زرت قبره بطوس لما قصدتزيارة قبر الرضى ، رضى الله عنه .
Página 42