علم يزل على ذلك إلى أن خرجت مصر عن أيديهم ، وغلب كافور الأخشدي (1) الخادم . وكان الأخشيد قد ايتاعه بيمانية عشر دينارا ، فأستولى على مصر والشام الاعلى مدة اثنتين وعشرين سنة . وتوفي لعشر بقين من جمادى الأولى سنه سبع وخمسين وثلثمائة. وكان كريما متواضعا ، سقطت المقرعة من يده وإلى جانيه الشريف أبوحعفر مسلم بن طاهر، فيادر بالنزول ، وأخذها من الأرض ودفعها اليه ، فقمال :
بها الشريف ، أعوذ بالله من يلوغ النهاية ، ماظننت أن الزمان يبلغني حتى ففعل لي هذا.
وكان يبكى ، فقلت: أنا صنبعة الأستاذ ووليه ، فلما يلغت باب داره ودعته وانصرفت ، فاذا أنا بالبغال والجنائب بمراكبها ، وكان يمنها يزيد على خمسة عشر الف دينار، فقيضت جميعها ودعوت الله له .
وفي أيامه لخمس سنين خلت من خلافته ، أعبد الححر الاسود إلى موضعه من البيت الحرام، في ذى الححة سنة تسع وثلاثين وثلثمائة ، وكان اخذه فيما صح ، في أيام المقتدر. كما تقدم وقد ذكرنا ذلك كله .
وإن الححر الأسود أقام عند القرامطة (2) اثنتين وعشرين سنة إلا شهرا وإنه أعبد لخمس خلون من ذى الححه . وذكرنا اشتقاق قرمط ونكتا من أخباره المسترذلة وآثاره القسحة المستفحلة في فضل المحرم في كتاب (العلم المشهور
Página 123