وكذلك قد شاك في السلاح، يشوك ويشاك، إذا دخل في السلاح ولبسه، شوكًا وشياكًا.
وكذلك إذا أصابه السلاح فدخل فيه، من النبل والرماح وغير ذلك مما يثقب الجلد.
وقالوا: شاكُ السلاح، وشاكِ السلاح.
من قال شاك السلاح، فهو على (فَعَلٍ)، مثل قولهم: جرف هار. وهو (فَعَلٌ) بمنزلة قولهم: رجل مال، وخال، وما أشبهه.
ومن قال: شاك السلاح، فهو بمنزلة قولهم: جرف هار. وهو من المحول عن جهته، وكان الأصل هائر، من هار يهور. فلما أن قدموا الراء، وهي لام الفعل، وأخروا الواو، وعي عين الفعل، قالوا: هار. فشبهوه بداع وقاض من ذوات الواو والياء. وقالوا:
لاثٍ بهِ الأشاءُ والعبريُّ
وهو من لاث يلوث. وهذا من كلامهم كثير لا يحصى. وقالوا في لغة أخرى: شاك في السلاح، وشاك السلاح. وهو مأخوذ من الشكة، والشكة: السلاح. ويقال لبس فلان شكته، وشك في شكته، يشك شكًا وشكوكًا. وروي هذا البيت لمرحب اليهودي، من أهل خيبر:
قدْ علمتْ خيبرُ أني مرحبُ
شاكِ السلاحٍ بطلٌ مجربُ
وبعضهم يقول: "شاكُ" وكل صواب.
ويقال: وقع فلان في الحظر الرطب، إذا وقع في الداهية أو البلية التي لا يتخلص منها. وأصل ذلك أنهم يجمعون الشوك، ويحظرون عليه حظيرة بقدره للغنم أو الإبل. فربما وقع فيه الرجل فقتله. فضربوه مثلًا في الشدة.
ويقال: وقع فلان في صمصمة القتال، وصمصمة القوم، وفي أسطمة القتال. وهو وسطه، وهو من قولهم: فلان في أسطمة قومه، وصمصمتهم.
وقال: الثغيب من الوادي مثل الناشغ. وهما ابنا الوادي يصبان فيه. وهما أصغر من الوادي، وأعظم من التلعة. وجماعها الثغبان وأثغبة وثغب. ومثله الهدبجة والنبكة. وأما الخبراء فهو ما لان من الأرض وتطامن وامتلأ شجراء يا هذا، ممدودة، وهي التي تسوخ فيها قوائم الدواب من لينها.
ويقال: ناقة شاك، وهي التي ترد الماء فلا تشرب حتى يحك ذنبها. وأنشد:
ألا اشربي قنواءُ! لا تشكي
ألا اشربي منْ قبلِ أن تحكي
ويقال: صقب الطائر، وذلك إذا تحلق، ثم أرسل نفسه منصبًا، فذلك التصقيب. والمكاء يفعل ذلك في الرياض والخصب. فإذا كان الجدب وقع عل ساق الشجرة أو صقب من صقوبها، ثم صاح. وأنشد الأموي عن الإعرابي من شيبان في ذلك:
إذا صقبَ المكاءُ في غيرِ روضةٍ ... فقولوا لأهلِ الشاءَ فليتناحروا
والمعنى في هذا أنه يقع على صقب شجرة. وهو خلاف الأول. والصقب: عمود البيت، والصقب: ساق الشجرة.
ويقال: شنقت وجهه، يعني خدشته. وأنشد:
هذا طريقٌ يأزمُ المآزما
وعضواتٌ تمشقُ اللهازما
و"تشنق". واحدها عضة، وجمعها على عضوات، وأكثرهم يجمعها على عضاه، يردها إلى أصلها.
ويقال: جاء فلان بدولاته، وتولاته، وبنات غيره، وعجره وبحره، وشقره وبقره، يعني أباطيله، ودواهيه، وأكاذيبه.
ويقال شنقت اللحم، وأشنقته، إذا علقته. وشنقت البعير، وأشنقته، إذا جذبت زمامه وكففته.
ووشقت اللحم، إذ طبخته وبردته. وهي الوشيقة. وكذلك إذا قددته. وهي الوشائق والقدائد. وانشد:
يقعُ الذبابُ على قدائدهِ ... فيظلُّ يرميهنَّ بالنبلِ
ويرويه بعضهم "على وشائقه".
ويقال: بنس يا فلان، وبنش، يريد اجلس. وهو مأخوذ من الفارسية. وأنشد:
تقولُ ذاتُ المجسدِ المورسِ
والحليِ ذي الهتاملِ الموسوسِ:
إنْ كنتَ غيرَ صائدي فبنسِ
يعني فاجلس.
وقال: الوحج. يقال: أوحجته إلى فلان مثل الجأته.
ويقال: افصص لي من فلان شيئًا، ومعناه خذ لي منه.
ويقال: ناقة ذات جثاء، إذا كانت عظيمة الجسم. ورأيت جثاءها.
ويقال: ذهب فلان في بنات طمار يا هذا، مثل دراك، وبنات غير، كما تقول: ذهب في الترهات والأباطيل.
ويقال: طعنت في حوص أمر لست منه في شيء، وحوص. ومعناه تعرضت لما لا يعنيك.
ويقال: إن بني فلان لفي دوكة، ودوكة.
وإنه ليدوك في أمر، ويحوس في أمر، ويجوس في أمر، إذا كان يأتمر أمرًا يشاور نفسه فيه.
ويقال: إنه ليفعل ذلك على كل آلائه، يعني حالاته.
ويقال: قد كان ولو تعلم، أي قد نصحتك. معناه أحب أن تعلم ذاك. وقال الشاعر:
قدْ كانَ ما كانَ ولوْ أنْ تعلما
إنْ لمْ أكنْ في عظتي ملوما
ويقال: أكرم الثياب أجوده. يرد على لفظ الثياب، لأنه في لفظ واحد.
1 / 54