وجعل الله البرك في داركه! وإنما يقولون ذلك في الوقف، ويلقون الهاء في الوصل.
قال: وسمعت عامريًا يقول: ما أحسن وجهكه! وما أكرم حسبكه! فوصل في الوقف.
ويقال: أكنبت يده إكنابًا، وثفنت فهي تثفن تفنا، إذا غلطت من العمل.
وجشبت، ومجلت تمجل مجلًا. إذا كان بين جلد الراحة وبين اللحم ماء، وجلدها رقيق، قيل: نفطت، تنفط نفطًا ونفيطًا، مثل مجلت.
ويقال: رجل وضيع في قومه بين الضَّعة والضِّعة. ورجل وسيط في قومه بين السطة والسطة. ورفيع بين الرفعة. وقد رفع، ووضع.
ويقال: رجل جروز بين الجرازة، إذا كان شديد الأكل.
ويقال: جمل ناهل في جمال نهال. وناقة ناهل في نوق نهال. وهي العطاش والرواء، وهذا منن الأضداد. وقال الراجز:
إنكَ لنْ تثأثئَ النهالا
بمثلِ أنْ تداركَ السجالا
يقال: ثاثئ الرجل عني، أي احبسه. والثأثأة: الحبس.
ويقال رويت للقوم على الجمل، أروي لهم رَية ورِية، ورويتهم رَية، إذا استقيت لهم من الماء. ويسمى الجمل الرواية. وبه سميت الرواية التي فيها الماء.
الشراشر: المحبة. يقال: ألقي علي شرشرته، أي ثقله.
وشرشرت الشفرة: حددتها.
هذه سكينن وهذا سكين. والوجه التأنيث.
والعرب تسمى الأطعمة التي يدعى إليها الوليمة والمأدبة والإعذار والخرس والإخراس والوكيرة والتوكيرة.
فالوليمة في العرس.
والمأدبة في العرس وغير العرس.
والإعذار: طعام الختان خاصة.
والخرس: الطعام على ولادة المرأة خاصة، ويدعى عليه الرجال.
والتوكير: طعام يجعله الرجل إذا فرغ من بناء بيته أو داره. يقال: وكر لنا.
والخرسة: ما يصنع للمرأة نفسها عند ولادتها من الحلبة والجشيشة مخلوطة بتمر، فتحساه المرأة في نفاسها.
والنقيعة، إذا قدم الرجل من سفر قالوا: انقع لنا، فينحر لهم. وهي تسمى نقيعة القدام من الأسفار. قال فيها مهلهل:
إنا لنضربُ بالسيوفِ رؤوسهمْ ... ضربَ القدارِ نقيعةَ القدامِ
والقدارك الجزار.
ودعي أعرابي مرة فقال: ألإخراس أم لإعراس أم لإعذار؟ ويقول الرجل للرجل إذا دعا عليه: فاها لفيك! يعني الأرض. كما تقول: بفي الأبعد التراب! وقال: فقلتُ لهُ: فاها لفيكَ! فإنها=قلوصُ امرئٍ قاريكَ ما أنتَ حاذرهْ يقول هذا لذئب رماه. يقول: فاها لفيك، يعني الرمية، لا نجوت منها.
ويقال: ردى بالرجل فرسه، يردي به، وعدا يعدو به، وجرى يجري به، وأحضر يحضر به.
ويقال: بريت لفلان، فأنا أبرئ بَريًا وبُريًا، وذلك إذا تعرضت له، بمعنى انبريت له، أي اعترضت له.
ويقال: برأت من المرض، فأنا أبرأ برءًا وبروءًا. وبعضهم يقول: برئت.
وبرئت من الدين، فأنا أبرأ براءة، لم نسمع فيه غير الكسر.
وبريت القلم، أبريه براية وبريا.
وأبريت الناقة، فأنا أبريها إبراء، إذا جعلت لها برة في أنفها. وخششتها، فأنا أخشا خشا وخشاشا. وزممتها، فأنا أزمها زمًا وزمامًا. وعرنتها، فأنا أعرنها عرنًا وعرانًا. والعران في العظم، والخشاش في اللحم، والبرة كذلك.
قال الكسائي: سمعت بعض بني كلاب يقول: هذا غلام يفعة. وقال بعضهم: وفعة، بالواو.
ويقال في مثل للعرب: من ترقع الشعفة في الوادي الرغب؟ وهو الوادي الواسع الذي لا يسيل من سعته.
يضرب مثلًا للذي يعطي القليل من الكثير. والشعفة: القطرة الواحدة من المطر.
ويقال في مثل آخر: ما رأيت ثكلان ولا رجلان يشتكي اشتكاءه. والثكلان: الذي قد ثكل مالًا أو ولدًا. والرجلان: الذي يمشي راجلًا. ويقال: هذه امرأة رجلى. كما يقال: راجل وراجلة، ورجل ورجل، ورجل ورجلة. هذا في الرجلة.
ويقال: طلق امرأته، ثم حممها تحميمًا، إذا متعها بشيء سوى المهر. ويقال: حمم مطلقتك، أي متعها. ويقال: يا زيد هاجر، ولا تهجر، أي كن مهاجرًا بنية حسنة، ولا تكن مهجرًا، أي لا تعذران تعذيرا.
ويقال: إن فلانًا لذو شرفة، وما أعظم شرفته! يعني شرفه.
ويقال: أتى فلان شرفة من الأمر، إذا أتى مكرمة، وفعلها.
ويقال في مثل للعرب في المفسد ماله: عيثي جعار وبذري. يضرب لمن يسرع الفساد في ماله.
ويقال أيضًا للرجل إذا كان أحمق: تيسي جعار. وذلك أن الضبع إذا وقعت في الغنم قتلت أكثر مما تاكل.
ويقال: نحن في رية من الماء، ورية ومرواة ورواء وري وروى.
1 / 52