Nawadir Usul
نوادر الأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم
Investigador
عبد الرحمن عميرة
Editorial
دار الجيل
Ubicación del editor
بيروت
أفيحسب عَاقل أَن عليا ﵁ جهل هَذَا الْأَمر حَتَّى أجهد صبيانا صغَارًا من أَبنَاء خمس أَو سِتّ على جوع ثَلَاثَة أَيَّام ولياليها حَتَّى تضرروا من الْجُوع وَغَارَتْ الْعُيُون فيهم لخلاء أَجْوَافهم حَتَّى أبكى رَسُول الله ﷺ مَا بهم من الْجهد هَب أَنه آثر على نَفسه هَذَا السَّائِل فَهَل كَانَ يجوز لَهُ أَن يحمل على أطفاله جوع ثَلَاثَة أَيَّام بلياليهن مَا يروج هَذَا إِلَّا على حمقى جهال أَبى الله لقلوب منتبهة أَن تظن بعلي ﵁ مثل هَذَا وليت شعري من حفظ هَذِه الأبيات كل لَيْلَة عَن عَليّ وَفَاطِمَة رضوَان الله عَلَيْهِمَا وَإجَابَة كل مِنْهُمَا صَاحبه حَتَّى أَدَّاهُ إِلَى هَؤُلَاءِ الروَاة فَهَذَا وأشباهه عامتها مفتعلة
وَمِمَّا يُنكره المحقون مَا يرْوى عَن رَسُول الله ﷺ أَن فِي سنة مِائَتَيْنِ يكون كَذَا وَفِي الْعشْرين والمائتين كَذَا وَفِي الثَّلَاثِينَ كَذَا وَفِي الْأَرْبَعين كَذَا وَفِي الْخمسين كَذَا وَفِي السِّتين والمائتين تعكف الشَّمْس سَاعَة فَيَمُوت نصف الْجِنّ وَالْإِنْس فَهَل كَانَ كَذَا وَقد مَضَت هَذِه الْمدَّة وعكوف الشَّمْس لَا يَخْلُو مِنْهُ بلد فِي شَرق أَو غرب وَدلَالَة أُخْرَى وَهُوَ أَن التَّارِيخ لم يكن على عهد رَسُول الله ﷺ وَإِنَّمَا وضعوه على عهد عمر ﵁
عَن مَيْمُون بن مهْرَان قَالَ رفع إِلَى عمر بن الْخطاب ﵁ صك مَحَله شعْبَان فَقَالَ عمر ﵁ أَي شعْبَان هَذَا الَّذِي هُوَ آتٍ أَو هُوَ الَّذِي نَحن فِيهِ ثمَّ قَالَ لأَصْحَاب مُحَمَّد ﷺ ضَعُوا للنَّاس تَارِيخا فَقَالَ بَعضهم اكتبوا على تَارِيخ الرّوم فَقيل إِنَّهُم يَكْتُبُونَ من عِنْد ذِي القرنين وَهَذَا يطول وَقَالَ بَعضهم اكتبوا على تَارِيخ الْفرس فَقيل إِن الْفرس كلما كَانَ ملك أرخ من قبله فَاجْتمع رَأْيهمْ أَن ينْظرُوا كم أَقَامَ رَسُول الله ﷺ بِالْمَدِينَةِ فوجدوه عشر سِنِين فَكتب التَّارِيخ من هِجْرَة رَسُول الله ﷺ
1 / 247