فيضلوا بِهِ النَّاس والمثناة مَا ثني من الْكتاب ليصرف وُجُوه النَّاس عَن كتاب الله تَعَالَى فَأَما إِثْبَات الْكتاب وَمَا سمعُوا من الرَّسُول ﷺ من تَفْسِيره وَبَيَانه وَشَرحه فمحمود قَالَ ﷺ أَلا وَإِنِّي أُوتيت الْكتاب وَمثله فَلَا يتكئن أحدكُم على أَن يَقُول مَا وجدنَا فِي كتاب الله ﷿ أَخذنَا بِهِ وَمَا لم نجد تَرَكْنَاهُ فِي كَلَام نَحْو هَذَا
وَكَانَ الَّذين يَأْخُذُونَ عَن رَسُول الله ﷺ أهل بصائر ويقين وتجلية قُلُوب ويحفظون عَنهُ فَلَمَّا صَارُوا إِلَى الْقرن الَّذِي يَلِيهِ وَظَهَرت الْفِتَن احْتِيجَ الى إثْبَاته فِي الْكتب
فَمنهمْ من هاب ذَلِك لِأَنَّهُ رَآهُ حَدثا وأمرا لم يكن على عهد رَسُول الله ﷺ فهاب أَن يكون بِدعَة وَمِنْهُم من تجاسر عَلَيْهِ لما رأى فِيهِ من النَّفْع كَمَا تجاسر أَبُو بكر ﵁ على جمع الْقُرْآن وهابه عمر ﵁ وَقَالَ أنفعل مَا لم يفعل رَسُول الله ﷺ قَالَ عمر ﵁ فَلم يزل يرادني فِي ذَلِك حَتَّى شرح الله صَدْرِي لذَلِك كَمَا شرح صَدره فَجمعُوا على تأليفه أبي بن كَعْب وقراء الْقُرْآن ﵃ فَكَذَلِك هَذِه الْكتب لم يزل النَّاس كلما مضى قرن احوج إِلَى تَقْيِيده وَبَيَانه وَشَرحه لِأَن الْعلم فِي إدبار وَالْجهل فِي إقبال حَتَّى غلب الْجَهْل وأحاط بالخلق الْبلَاء ونجمت قُرُون الْبدع فأحوج مَا كَانُوا إِلَى شَرحه وَبَيَانه فِي هَذَا الْوَقْت وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم وَقد أذن رَسُول الله ﷺ لغير وَاحِد من أَصْحَابه فِي ذَلِك رضوَان الله عَلَيْهِم