دخل جنود الغزاة قرية روبه في فرنسة فنهبوها وبحجة التفتيش هجموا على مخزن امرأة في التاسعة والعشرين من عمرها فعروها وعلقوها بشعرها، ولكن لحسن حظها وصل أحد الجنود الألزاسيين فخلصها من أيديهم بعد جهد جهيد. وكذلك دخل بضعة جنود في القرية عينها على السيدة ... وقصدوا التعدي على عفتها فتهددتهم بمسدسها فاستشاطوا غضبا ونصبوا المشنقة وكتفوها، وما كادوا يضعون الحبل في عنقها حتى دخل عليهم ضابط كان الجيران قد دعوه فخلصها منهم وأخرجهم من منزلها.
ودخل بعض الجنود أحد المنازل في قرية استرناي قاصدين النهب فوجدوا فيه أرملة وابنتيها ومعهن سيدتان أيضا فانتهى الأمر بقتل بعضهن رميا بالرصاص وجرح الأخيرات؛ لأنهن أبين بذل طهرهن على مذابح سفالتهم.
التقت فصيلة من الجنود في قرية خربميل بمدام فينجر وخادمها وخادمتيها فرموهن بالرصاص وقتلوهن اعتباطا. •••
ولم تقف الفظائع في بلدة تريكور عند حد ويظهر أن بعض الجنود حنقوا على المدموازيل هيلانه بروسه؛ لأنها شكتهم إلى أحد الضباط فأضرموا النار في القرية مبتدئين من منزل المدعو جول غاند الذي قتلوه وهو خارج من منزله، ثم تفرقوا في الأزقة والشوارع وأخذوا يطلقون البنادق يمنة ويسرة فقتل الشاب جورج ليكورتيه والمسيو ألفرد لالمان، وأصيب المدعو توتوليه بثلاث رصاصات في يده.
وقد خشيت المدموازيل بروسه عاقبة الأمر فأسرعت هي وأمها وجدتها وعمتها العجوزتان والمدموازيل لورمينيهان للاختباء في منزل غير منزلهن فأبصرهن الألمان وقتلوهن، ثم جمعوا أجسادهن وأخذوا يرقصون ويضربون على البيانو وكانت النار قد التهمت قسما كبيرا من القرية فمات بها شيخ في السبعين من عمره، وطفل عمره شهران، وخرج المدعو إيجيه من منزله الذي التهمته النار فأسرع الجنود الألمانيون وراءه ورموه بالرصاص فأصيب بخمس رصاصات منها في ثوبه، ونجا من الموت الأحمر بأعجوبة من السماء، وقد ذهب خوري القرية لمقابلة دوق ورتمبرج شاكيا إليه هذه المظالم، فقال له الدوق: وماذا تريد أن نعمل يا حضرة الأب فبين جنودنا أشقياء كثيرون كما أن بين جنودكم أشقياء كثيرين أيضا؟ •••
فاجأت زمرة من الجنود الألمانية في قرية «كوربك لو» بجوار لوفان امرأة فتية عمرها 22 سنة وبعض أقربائها، وكان زوج تلك المرأة قد التحق بالجيش البلجيكي؛ فحبس الألمانيون أقرباء المرأة في بيت مهجور، ثم سحبوها هي إلى كوخ واعتدى خمسة منهم على عرضها متعاقبين عليها الواحد بعد الآخر.
وفي 20 أغسطس 1917 أخرج الجنود الألمان من القرية نفسها فتاة عمرها 16 سنة ووالديها من منزلهم واقتادوهم إلى منزل مهجور في الضواحي وأمسك بعضهم بوالدي الفتاة، ودخل الآخرون المنزل فألزموا الفتاة شرب الخمر الذي أتوا به من السرداب، حتى إذا ثملت ذهبوا بها إلى مرج قريب واعتدوا جميعا على عفتها، وبعد ارتكابهم هذه الجريمة الشنعاء طعنوها في صدرها بحراب بنادقهم وانصرفوا عنها.
وفي اليوم التالي أعيدت الفتاة إلى منزل والديها، ولخطورة حالها عرفها الكاهن ونقلت إلى مستشفى لوفان في حالة الاحتضار. •••
وحرقوا بلدة سوميل فلم يسلم منزل واحد من منازلها، وحدث في هذه البلدة حادث فظيع تقشعر له الأبدان؛ وهو أن السيدة ... التجأت مع أولادها الصغار إلى منزل عائلة أرنو وكان عمر ابنتها الكبيرة إحدى عشرة سنة وعمر ابنها الكبير خمس سنوات والثاني أربع سنوات والثالث سنة ونصفا، فوجد أهل القرية بعد بضعة أيام المدعو أرنو قتيلا برصاصة اخترقت صدره، ورأوا السيدة ... مقطعة إربا إربا والابنة مقطوعة الرجلين والولد بلا رأس. •••
وفي أوائل سبتمبر سنة 1915 دخل فارس ألماني أحد البيوت في «مليسيون» وطلب كأس خمر؛ فقام رب البيت ليأتيه بما طلب ولكنه لم ينتظر بل أطلق رصاص بندقيته على السيدة صاحبة المنزل فجرحها جرحا بالغا، وقد نقلت إلى «ليفري سوادرك» فداواها الأطباء الألمانيون وقطعوا يدها اليسرى، وقد توفيت إثر ذلك في المستشفى. •••
Página desconocida