الحادثة الأولى: فاشيلي فوديانو - عمره 24 سنة وهو أونباشي في إحدى ألايات المشاة الروس أسره الألمان في 27 إبريل 1915 بجوار بلد، بينما كان يستطلع بجوارها.
وقد طلب ملازم ثان ألماني من فوديانو في غابة وبحضور جنديين معلومات عن مركز أركان الحرب الروسي وعدد المشاة الروس وهدده بفقء عينيه وصلم أذنيه إذا أبى الإذعان، فلما رفض ذلك استل الضابط مديته «كنجال» وقطع بهما شحمة أذن فوديانو اليسرى ومحارة أذنه اليمنى، ثم قال: «سنعلمك النطق.» وقبض على خناقه وظل يضغطه حتى سقط مغمى عليه، وظل فوديانو في هذه الحال ساعات عديدة، ولما أفاق من إغمائه وجد لسانه مقطوعا أيضا ولكنه تمكن مع ما عاناه من شدة الألم من هذه الجراح وما نزف منها من الدماء أن يزحف في الغابة هائما حتى التقت به دورية روسية فنقلته إلى مركز هيئة من هيئات أركان الحرب الروسي. •••
الحادثة الثانية: وقع ملازم أول من فصيلة استطاع تابعة لأركان حرب الجيش ... اسمه بوفيري باناسوك وعمره 26 سنة في أسر جنود مخفر ألماني بينما كان يستطلع في مساء 15 مارس 1915 ونقل إلى قرية كوزخي، حيث أخذ عشرة ضباط ألمان يسألونه عن مواقع الفيلق السيبيري وسائر فيالقنا ووعدوه بمكافأة حسنة إذا أوقفهم على المعلومات التي طلبوها منه، فرفض أن يبوح بشيء على الإطلاق فخاطبه ضابط من أركان الحرب العام بالروسية قائلا: «اقصر من هذيانك، وقد رأيناك في أماكن عديدة على طول خط قتالنا.» وأصدر في الوقت عينه أمرا بالألمانية ولم يكد يتم عبارته حتى جاء ضابط آخر بمقص صغير فتناوله ضابط أركان الحرب وقطع به شحمة الأذن اليمنى من أذني باناسوك وأردف فعلته بقوله: «أيسرك هذا؟ فلربما توقفنا الآن على شيء مما طلبناه منك.» ولكن ذلك لم يحمل باناسوك على الإذعان، فعاد ضابط أركان الحرب وقطع بالمقراض الذي كان بيده ثلاث قطع من الأذن عينها الواحدة تلو الأخرى من غير أن ينبس باناسوك ببنت شفة أو تبدو منه بادرة خشية أو رهبة، ثم مسكه بأنفه بشدة وعنف عظيمين فأذاه إذاء شديدا، وصفعه بعد ذلك على وجهه، وقد تمكن باناسوك من التملص من أسره في تلك الليلة عينها ووصل بعد بضعة أيام إلى مواقع جنودنا.
وقد حلف باناسوك اليمين على صحة ما تقدم في التحقيق أمام عضو من أعضاء لجنة التحقيق في 9 مايو 1916. •••
وقد أسر الألمان بالقرب من ريبه جنديين إنكليزيين أصيبا بجروح خطرة في إحدى المعارك فقتلوهما أمام مستشار البلدية وعدد كبير من الأهلين. •••
بينما كانت فصيلة من جنود البلجيك تحفر خندقا أمام أحد حصون لياج وهم عزلا من السلاح أحدق بهم الألمان من كل جانب وأصلوهم نارا حامية فرفع البلجيكيون الراية البيضاء مستسلمين، ولكن الألمان تغاضوا عن تلك العلامة وظلوا يمطرونهم نارا حامية حتى أبادوهم على بكرة أبيهم. •••
ومن أشنع الفظائع التي جرت في مقاطعة ألواز ما حدث لشابين فرنسويين رافقا اثنين من البلجيكيين في سفرهم فأخذهم الألمان جميعهم للتحقيق معهم، ولما عرف رئيس المجلس وهو ضابط كبير أن اثنين منهم بلجيكيان قال إن أهل بلجيكا وقحون أسافل وأخذ مسدسه وقتل الأربعة في أقل من دقيقة. •••
وقال الجندي دريفوس من فرقة ... إنه جرح في سومان في 10 سبتمبر سنة 1915؛ فخرج من خط القتال وإذا هو أمام ثلاثة جنود من الألمان فكلمهم بالألمانية وأخبرهم بأنه ترك ساحة القتال لجرح أصابه، فأجابوه: وأي مانع من أن تصاب بجرحين؟ ثم أطلقوا عليه الرصاص فجرحوه في وجهه جرحا بالغا. •••
ماذا فعلوا بالجرحى: لقد أيد الجرحى الإنكليز الذين عادوا من ساحة الحرب ما كان البلجيكيون والفرنسويون يروونه عن معاملة الألمان للجرحى في ساحة الحرب، فقالوا إن جنود الألمان كانوا يجولون في سلنرل الحرب بعد انتهاء المعركة ويبحثون عن الجرحى فكلما عثر واحد منهم على جريح من الأعداء أدخل فوهة بندقيته في فم ذلك الجريح وأطلقها فيه فتمزق رأسه إربا إربا. •••
ماذا عملوا بالنساء والبنات: لقد اتفقت كلمة الشهود من فرنسويين وبلجيكيين وهولنديين ودانيمركيين من الذين رأوا بعينهم ما فعله الألمان في دينان ودياست ولوفان وفيزه ولكسه ومولاه وفورون وبرنا وغيرها من مدن البلجيك وفرنسا والقرى التي احتلوها، على أنهم كانوا يأتون ما نخجل أن نسطره من ضروب المنكرات؛ فقد روى جندي إنكليزي من الآلاي السابع من المشاة قال: كنت أنا وأربعة من رفاقي في بلدة ونغي سان جورج بالبلجيك فرأينا عددا من مشاة الألمان يدخلون بيتا؛ فسددنا بنادقنا على باب ذلك البيت لنرمي به أعداءنا حين خروجهم منه ولكن قلوبنا وجمت وأيدينا ارتجفت لما رأيناهم خارجين وهم يسوقون أمامهم امرأة حبلى، وقد جرودها من جميع ثيابها ولم يتركوا عليها ما يستر عورتها؛ فأشفقنا أن نطلق النار خوفا من أن تصيب تلك المسكينة وبينما نحن نترقب الفرصة السانحة لإصلاء هؤلاء الوحوش نارا حامية إذا واحد منهم أخرج حربته من غمدها وطعن بها تلك البائسة في صدرها طعنة نجلاء فصرخت صرخة مؤلمة مزقت قلوبنا، وقطعتها وسقطت على الأرض والدم يتدفق من صدرها فزادت عداوتنا لأولئك اللئام وغلت مراجل الغيظ في صدورنا فأطلقنا عليهم بنادقنا وما زلنا نطلقها حتى أتينا على آخر واحد منهم. •••
Página desconocida