محمَّد الشربيني العثماني الشافعي (١) روى عنه صحيح البخاري وكتب السنة "إجازة". والعلامة مفتي الحنفية بمصر الشيخ عبد الله النحراوي، والعلامة الشيخ حسن البوريني الدمشقي (٢). والشيخ العلامة المحدث محمَّد حجازي الواعظ (٣)، أجازه عام ١٠٢٠ هـ.
مكانته العلمية:
وصفه معاصره والراوي عنه بالإِجازة العامة الشيخ العلامة حسن بن علي العجيمي الحنفي بقوله: حافظ عصره، وإمام وقته، فارس التفسير، وجهبذ الحديث، وفخر علماء مكة عند المصنفين في القديم والحديث .. ولم يزل في الاشتغال حتى اشتهر وارتفع صيته وولع بالتأليف، فصنف أكثر من أربعمائة مؤلف ما بين مطول ومختصر، ولذا كان الشيخ عبد الرحمن الخياري يقول: إنه سيوطي زمانه.
وكان يعقد مجالس الإِملاء في الحديث وغيره فيقرأ ما بين المغرب والعشاء البخاري، وينشئ في كل ليلة خطبة مناسبة لمعنى الحديث الذي يقرأه، وكان يورد كلام الشراح عن حفظه بما يبهر عقول السامعين ... ومع ذلك لم تكن لأهالي مكة عناية بالقراءة عليه، فقلما يحضر منهم واحد أو اثنان، وأكثرهم من الجاويين وأهل اليمن، وكان من جملة الملازمين للقراءة عليه الإِمام فضل الطبري والشيخ أحمد الأسدي. وكان قوي الاستحضار حتى للفقه، فربما مر في السوق فيعرض عليه سؤال أو أسئلة فيكتب عليها وهو ماشٍ ..
ثم قال: وشملتني ولله الحمد إجازته لمن سمع شيئًا منه.
_________
(١) توفي سنة ١٠١٤ هـ، وهو ابن العلامة شمس الدين محمَّد الشربيني صاحب "مغني المحتاج"، ترجمته في "خلاصة الأثر": ٢/ ٣٧٨.
(٢) الحسن بن محمَّد البوريني (٩٦٣ - ١٠٢٤ هـ). خلاصة الأثر ٢/ ٥١ - ٦٢.
(٣) محمَّد حجازي الواعظ القلقشندي (٩٧٥ - ١٠٣٥). خلاصة الأثر ٤/ ١٧٤.
1 / 9