لقاء العشر الأواخر بالمسجد الحرام (٢٤)
نشر ألوية التشريف بالإعلام والتعريف بمن له ولاية عمارة ما سقط من البيت الشريف
تأليف
الشيخ محمد بن علان البكري الصديقي المكي الشافعي
(المولود سنة ٩٩٦ والمتوفى سنة ١٠٥٧)
اعتنى به
محمد أبو بكر عبد الله باذيب
ساهم بطبعه بعض أهل الخير من الحرمين الشريفين ومحبيهم
دار البشائر الإسلامية
Página desconocida
جميع الحقوق محفوظة
الطبعة الأولى
١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م
دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع
هاتف: ٧٠٢٨٥٧ - فاكس: ٧٠٤٩٦٣/ ٠٠٩٦١١
بيروت - لبنان ص ب: ٥٩٥٥/ ١٤
e-mail: [email protected]
1 / 2
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدّمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمَّد وآله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن من النفحات الربانية والعطايا الإِلهية، تكاتف الجهود وتظافر الهمم، وتشمير السواعد لخدمة التراث الإِسلامي وإبراز مكنوناته ...
وما هذه المجالس التي تعقد في رحاب البيت الحرام في أجواء العشر الأواخر منه -في جو مفعم بالإِيمان والمحبة والشوق إلى الله سبحانه واستنزال رحماته التي وعد بها المؤمنين من عباده في هذا الشهر العظيم خاصة وفي غيره من الأيام والشهور عامة- إلَّا مظهر من مظاهر النعمة والرحمة والنفحات ..
ولما كانت هذه المجالس العشرية الآخرية تعقد في صحن المسجد الحرام أمام الكعبة المشرفة المعظمة، فقد عرضت على الإِخوان الكرام القائمين على هذه المجالس المباركة هذه الرسالة اللطيفة للإِمام ابن علان رحمه الله تعالى والمتعلقة بهذه البَنِيَّة المعظمة المشرفة، أول بيت وضع للناس ... فكان لها وقع طيب وقبول عند الجميع ..
لأن موضوع الرسالة جديد ومهم، ولم يسبق أن طبع كتاب مستقل يتحدث عن الموضوع نفسه، وإن كانت كتب التاريخ المكي طافحة بتفاصيل ما ورد فيه وغير
1 / 3
ذلك، أضف إلى أنه لم ينشر من كتب ابن علان إلَّا النزر اليسير، فهو على شهرته الكبيرة لم يطبع من كتبه إلَّا شرحيه على رياض الصالحين والأذكار للإِمام النووي، وغير شرحه على "التعرف" لابن حجر الهيتمي ... هذا حسب علمي.
وإن كانت رسالته أو كتابه الفريد "إنباء المؤيد" قد حُقِّق تحقيقًا علميًّا ونيل به بعض الشهادات العلمية، إلَّا أنه لم يخرج أو بالأحرى لم يدخل حيز الطباعة ... وهناك مميزات أخرى لهذه الرسالة لا أطيل بذكرها ...
ولعل من أهم المميزات لخدمة ونشر هذه الرسالة الهامة واللطيفة في بابها ... هو مناسبتها التامة لزمان ومكان انعقاد هذه المجالس الرمضانية، التي نسأل الله أن يديم عافيته على أعضائها ويوفقهم لإِخراج وإبراز الجديد والمفيد دائمًا.
كما نسأل الله تعالى أن ينفع بهذه الرسالة كل من قرأها، ونرجو أن نكون قد وفقنا في الاختيار، وحسن الخدمة والعرض، ورحم الله امرءًا أهدى إلينا عيوبنا ... وصلَّى الله وسلَّم على سيدنا ونبينا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم.
محمَّد أبو بكر عبد الله باذيب
جدة في ١٢ ربيع الأول ١٤٢٢ هـ
1 / 4
ترجمة المصنف (١) (٩٨٠ - ١٠٥٨ هـ)
هو الشيخ الإِمام العلامة الفقيه المؤرخ المحدث المتفنن محمَّد علي بن محمَّد علان بن إبراهيم بن محمَّد علان بن عبد الملك بن علي بن علي بن مبارك شاه الصديقي البكري المكي (٢).
_________
(١) مصادر الترجمة: خلاصة الأثر للمحبي: ٤/ ١٨٤ - ١٨٩، الجواهر والدرر في تاريخ القرن الحادي عشر، للعلامة محمَّد بن أبي بكر الشِّلِّي (مخطوط)، التاريخ والمؤرخون في مكة، للحبيب الهيلة: ٣١٤ - ٣٣٠، الأعلام للزركلي: ٦/ ٢٩٣، نشر النور والزهر "المختصر"، لميرداد. الأسر القرشية أعيان مكة المحمية، عبد الله صديق: ٢٢٣ - ٢٢٤.
(٢) هناك اضطراب واضح في اسم المصنِّف وسرد نسبه إلى جده عبد الملك، فما نقلته هنا هو ما ذكره العلامة السيد المحبي في "الخلاصة"، وأما الشِّلِّي في "الجواهر" فجعله: محمَّد بن علي بن محمَّد بن علان بن محمَّد علان بن إبراهيم بن محمَّد بن علان ... وهذا غالبًا وهم من الناسخ لأن محمَّد علي ومحمد علان اسمان مركبان، وهذا النسب بهذا الشكل خطأ محض.
واعتمد الزركلي ما جاء في الخلاصة، ولم يتعرض الدكتور الهيلة لشيء من هذا ... وسيأتي في اسم جده وبقية الأسرة شيء من هذا الاضطراب أيضًا، ولكنه يزول بمعرفة ضبط عدد الآباء الذين عددهم الشهاب بن علان في أبياته الواردة، وبه يحقق نسب المصنف وبقية أعلام أسرته، والتحقيق: أن محمَّد علان بن عبد الملك الذي هو والد إبراهيم اسم مركب وليس كما في "الخلاصة" أنه محمَّد بن علان.
1 / 5
مولده بمكة المشرفة، حدود عام ٩٨٠ كما ذكر العجيمي (١)، وبها نشأ وطلب العلم، وأخذ عن كبار علماء الحرمين الشريفين والوافدين عليها.
أسرته:
آل علان من الأسر المكية العلمية العريقة، وقد اشتهر أفرادها بين القرنين الثامن والحادي عشر الهجريين ... ومرجعهم في النسب إلى الخليفة الأول أبي بكر الصديق ﵁ كما أطبق عليه المؤرخون.
وقد عرف من هذه الأسرة الكريمة عدد من العلماء والأفاضل، وفيهم أو غالبهم مصنفون ذووا مصنفات نافعة جليلة.
ونذكر أولًا أصولهم في النسب ثم نعرض لمشاهير (آل علان):
١ - الجد الأعلى للأسرة: علي بن مباركشاه (٢) بن أبي بكر بن محمود بن محمَّد بن أبي محمَّد بن طاهر بن حنون بن علان بن حسين بن عبد الله بن يونس بن يوسف بن إسحاق بن عمر بن زيد بن محمَّد بن الصدِّيق الأكبر خليفة رسول الله ﷺ أبي بكر بن أبي قحافة التيمي القرشي .. البكري الصديقي.
وهذا النسب ساقه المحبي منظومًا على لسان الشيخ العلامة أحمد بن إبراهيم بن علان -ستأتي ترجمته- وهو قوله:
أيا سائلي عن نسبتي كيف حالها ... جدود لي إلى الصديق عشرون فاعدد
خليل وعلان وعبدُ مِليكِهِم ... عليٌّ عليٌّ ذو النعيم المؤبَّدِ
مبارك شاه حاوي المجد بعدهم ... أبو بكر المحمود نجل محمَّد ...
ووالده قد جاء يكنى باسمه ... فطاهر حنون الذي هو مهتدي
وعلان كان جاء وهو حسينهم ... عفيف أتى فيهم ويونس ذو اليد
_________
(١) خبايا الزوايا (مخطوط): ١٠٦ / ب.
(٢) له ترجمة في الدرر الكامنة: ٣/ ٥٧، ترجمة رقم (٢٨٥٢).
1 / 6
ويوسف إسحاق وعمران قد أتى ... وزيد به كل الخلائق تقتدي
ومن بعده حاوي الفخار محمَّد ... ووالده الصديق ذخري ومنجدي (١)
٢ - عبد الملك بن علي بن علي بن مبارك شاه الصديقي، توفي سنة ٨٩٦ هـ، له كتاب "الحبل المتين" في الأذكار (٢).
٣ - الشيخ محمَّد علان بن عبد الملك بن علي بن علي الصديقي، من أهل القرن العاشر، لم يترجم له أحد من المؤرخين، وإنما ورد اسمه في ديباجة كتابه "مثير شوق الأنام"، ونقل المصنف -حفيده- عن كتابه في هذه الرسالة وقال: نقل جدي في كتابه "مثير شوق الأنام" ... إلخ (٣).
٤ - شهاب الدين أحمد بن إبراهيم بن محمَّد علان بن عبد الملك الصديقي البكري المكي النقشبندي المتوفى سنة ١٠٣٣ هـ، والمولود بها سنة ٩٧٥ هـ (٤).
٥ - غياث الدين بن محمَّد علي بن علان المكي ... من أهل القرن الحادي عشر، وهو ابن مصنف هذا الكتاب، لم يترجم له سوى مرداد في "نشر النور" فقال: غياث الدين بن جمال الدين العلامة محمَّد علي بن علان المكي الصديقي الشافعي، ولد بمكة المكرمة ونشأ بها، وجد واجتهد في تحصيل العلوم، فقرأ على والده وعلى غيره من أفاضل البلد الحرام. وألف التآليف المجيدة. فمن تآليفه: ذيل كتاب "روضة الصفا في آداب زيارة المصطفى لوالده". ولم أقف له على ولادة ووفاة إلَّا أنه من أهل القرن الحادي عشر. اهـ (٥).
_________
(١) خلاصة الأثر: ١/ ٨٨، ٨٩.
(٢) له ترجمة في: الضوء اللامع للسخاوي: ٥/ ٨٦ - ٨٧، وهدية العارفين للبغدادي ١/ ٦٣٧، وكشف الظنون: ٦٢٩، عن "التاريخ والمؤرخون"، للهيلة: ص ٣١١.
(٣) يأتي النقل عنه ص ٧٧.
(٤) خبايا الزوايا، للشيخ حسن العجيمي الحنفي (مخطوط): ٢١٠، ٢١١، ونقله عنه ميرداد في نشر النور: المختصر ص ١٠٥، ١٠٦، وترجم له المحبي في الخلاصة: ١/ ١٥٧، والهيلة في التاريخ والمؤرخون: ٣١٤، وذكر مراجع أخرى لترجمته، والأعلام: ١/ ٨٨.
(٥) مرداد: "المختصر" ٣٨٦، التاريخ والمؤرخون: ص ٣٣٠.
1 / 7
* وأعتقد أن نسل هذه الأسرة الكريمة قد انقرض، فسبحان من له الدوام والبقاء (١).
شيوخه:
نعود إلى ترجمة مصنف هذه الرسالة وقد ذكرنا أشهر علماء آل علان المكيين ... فنذكر شيوخه.
فمن أعلام شيوخه الذين تلقى عنهم العلوم الشرعية وآلاتها وأفاد منهم:
العلامة عبد الملك العصامي (٢)، والمحدث المتفنن الشيخ العلامة محمَّد بن محمد بن جار الله بن فهد الهاشمي المكي (٣)، والسيد العلامة الفقيه عمر بن عبد الرحيم البصري (٤)، والعلامة الشيخ عبد الرحيم بن حسان الحنفي المكي (٥) تلقى عنه علم النحو، وعمه الشيخ أحمد بن علان (٦) أخذ عنه القراءات والحديث والفقه والتصوف، وعلي بن جار الله بن ظهيرة (٧) وطبقتهم.
ومن الوافدين على مكة المشرفة: العلامة الجليل الشيخ عبد الرحمن بن
_________
(١) الأسر القرشية أعيان مكة المحمية؛ عبد الله صديق: ٢٢٣.
(٢) توفي سنة ١٠٣٧ هـ، وهو (الجد) المعروف بمُلّا عصام.
(٣) ذكره المحبي ونقله عنه د. الهيلة، وهو وهم واضح، لأن خاتمة علماء آل فهد هو محمَّد بن عبد العزيز المعروف بجار الله بن فهد توفي سنة ٩٥٤ هـ. وإنما هو علي بن جار الله بن ظهيرة، فالتبس الاسم على العلّامة المحبي، وهو المصرح به في "خبايا الزوايا"، والله أعلم.
(٤) السيد عمر البصري، توفي سنة ١٠٣٧. ترجمته في: خلاصة الأثر ٣/ ٢١٠ - ٢١٢.
(٥) عبد الرحيم بن أبي بكر بن حسّان المكي، توفي سنة ١٠١٤ هـ. خلاصة الأثر ٢/ ٤٠٦، ٤٠٧.
(٦) تقدمت ترجمته.
(٧) توفي سنة ١٠١٠ هـ، وقد جاوز التسعين. الخلاصة ٣/ ١٥٠ - ١٥١، المختصر ص ٣٦١.
1 / 8
محمَّد الشربيني العثماني الشافعي (١) روى عنه صحيح البخاري وكتب السنة "إجازة". والعلامة مفتي الحنفية بمصر الشيخ عبد الله النحراوي، والعلامة الشيخ حسن البوريني الدمشقي (٢). والشيخ العلامة المحدث محمَّد حجازي الواعظ (٣)، أجازه عام ١٠٢٠ هـ.
مكانته العلمية:
وصفه معاصره والراوي عنه بالإِجازة العامة الشيخ العلامة حسن بن علي العجيمي الحنفي بقوله: حافظ عصره، وإمام وقته، فارس التفسير، وجهبذ الحديث، وفخر علماء مكة عند المصنفين في القديم والحديث .. ولم يزل في الاشتغال حتى اشتهر وارتفع صيته وولع بالتأليف، فصنف أكثر من أربعمائة مؤلف ما بين مطول ومختصر، ولذا كان الشيخ عبد الرحمن الخياري يقول: إنه سيوطي زمانه.
وكان يعقد مجالس الإِملاء في الحديث وغيره فيقرأ ما بين المغرب والعشاء البخاري، وينشئ في كل ليلة خطبة مناسبة لمعنى الحديث الذي يقرأه، وكان يورد كلام الشراح عن حفظه بما يبهر عقول السامعين ... ومع ذلك لم تكن لأهالي مكة عناية بالقراءة عليه، فقلما يحضر منهم واحد أو اثنان، وأكثرهم من الجاويين وأهل اليمن، وكان من جملة الملازمين للقراءة عليه الإِمام فضل الطبري والشيخ أحمد الأسدي. وكان قوي الاستحضار حتى للفقه، فربما مر في السوق فيعرض عليه سؤال أو أسئلة فيكتب عليها وهو ماشٍ ..
ثم قال: وشملتني ولله الحمد إجازته لمن سمع شيئًا منه.
_________
(١) توفي سنة ١٠١٤ هـ، وهو ابن العلامة شمس الدين محمَّد الشربيني صاحب "مغني المحتاج"، ترجمته في "خلاصة الأثر": ٢/ ٣٧٨.
(٢) الحسن بن محمَّد البوريني (٩٦٣ - ١٠٢٤ هـ). خلاصة الأثر ٢/ ٥١ - ٦٢.
(٣) محمَّد حجازي الواعظ القلقشندي (٩٧٥ - ١٠٣٥). خلاصة الأثر ٤/ ١٧٤.
1 / 9
ثم قال ﵀: واتفق له ختم البخاري أو قرأ مجلس الختم منه في باطن الكعبة لما انهدمت في سنة [١٠٣٩ هـ] (١)، فقام الشيخ محمَّد الشيبي وأعانه جمع من معاصريه ليمنعه الشريف، فما تم لهم، ولم يزل على كمال في الاشتغال بالعلم تدريسًا وتأليفًا حتى توفي إلى رحمة الله تعالى في سنة ثمان وخمسين بعد الألف ودفن بالمعلاة في مقبرة آبائه عند قبة السيدة خديجة الكبرى ﵂. انتهى كلام الشيخ حسن عجيمي، وهو مفيد في الباب ويغني عن غيره من أقوال غيره من المؤرخين.
مصنفاته (٢):
تقدم في كلام العجيمي أن مصنفات الإِمام ابن علان جاوزت الأربعمائة مصنف، وإذا أردنا أن نسردها ونعددها لطال بنا الكلام، ولكن سأورد أهمها وأشهرها، ثم أخصص بالذكر منها ما صنفه في خصوص البيت الحرام وما ألفه عن هذه الحادثة بالذات ...
فمن مؤلفاته الشهيرة والمتداولة:
١ - دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين: شرح على الكتاب المعروف للإِمام النووي، مطبوع ومتداول في ٤ مجلدات.
٢ - الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية: شرح على كتاب الأذكار الشهير للإِمام النووي، مطبوع في ٤ مجلدات هو الآخر.
٣ - التلطف شرح التعرف في الأصلين والتصوف: والمتن للشيخ الإِمام
_________
(١) بياض بالأصل.
(٢) لمعرفة مصنفات الإمام الشيخ محمَّد علي بن علان، ينظر: التاريخ والمؤرخون، للهيلة: ٣١٦ - ٣٣٠، وذكر أنه استفاد من مقدمة الأخ الباحث خالد الخالدي لتحقيق كتاب "إنباء المؤيد الجليل مراد"، للمصنف، وأنه أحصى مصنفاته فبلغت ٩١ مصنفًا بين كتاب ورسالة، وذكر مواضع نسخها في مكتبات العالم.
1 / 10
الفقيه ابن حجر الهيتمي المكي، طبع بالمطبعة الماجدية بمكة.
هذه أشهر مصنفاته، وقد انتشرت لا سيما الأولان منها وتداولها طلاب العلم في أرجاء العالم الإِسلامي.
وعدد الدكتور الهيلة ٢٢ كتابًا له في غير علم التاريخ ... منها:
٤ - بدائع المعاني في بيان عقيدة الشيباني: منه نسخة بمكتبة الأوقاف، بغداد، رقم ٤٨١١/ ٢.
٥ - حدائق الألباب في علم قواعد الإِعراب: يوجد بالمكتبة المحمودية بالمدينة المنورة، رقم (١٠٠) مجاميع.
٦ - العقد الفريد في تحقيق التوحيد: منه نسخة بمكتبة المتحف الوطني - جاكرتا أندونيسيا، رقم (DCLI).
٧ - المقرب في معرفة ما في القرآن من المعرب: نسخة بالمحمودية بالمدينة المنورة، (١٠٠) مجاميع.
٨ - مفتاح البلاد في فضائل الغزو والجهاد: نسخة بمكتبة برلين (٤٠٩١).
ثم عدد الهيلة مصنفاته في التاريخ وجعلها خمسة أقسام (١):
(أ) في السيرة النبوية: بلغت سبعة مؤلفات.
(ب) في تاريخ مكة المكرمة: بلغت ٢١ مؤلفًا، منها عشرة مؤلفات خص بها حادثة السيل الذي هدم الكعبة الشريفة في عهد السلطان مراد خان، وسيأتي تفصيلها.
(ج) في تاريخ آل عثمان: ٣ مؤلفات.
(ع) في التراجم عامة: ٥ مؤلفات.
(هـ) موضوعات أخرى: ٣ مؤلفات
_________
(١) التاريخ والمؤرخون: ٣١٩، ٣٣٠.
1 / 11
مصنفات ابن علان في حادث السيل الذي هدم البيت الحرام عام ١٠٣٩ هـ:
كان ذلك حدثًا هامًّا وتاريخيًّا يستحق التأليف فيه؛ لتعلقه بأقدس المواطن الشريفة التي تمس أهم رموز الدين الإِسلامي، وهو البيت الحرام ﴿أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ﴾، والذي يتجه إليه المسلمون في أنحاء العالم الإِسلامي كل يوم خمس مرات في صلواتهم المفروضة فضلًا عن غيرها ...
فقد راع ذلك الأمر الشيخ محمَّد علي بن علان وغيره من علماء الحرمين وعلماء مصر وإسطنبول، لا سيما بعد رجوع الخليفة العثماني وولاته على الحرمين إلى العلماء لمشاورتهم في كيفية إعادة بناء البيت الحرام وطريقة العمل في ذلك، وكثر السؤال عن حكم ذلك العمل ومن الذي يقوم به، هل هو الخليفة أم الوالي ... إلى غير ذلك من الأحكام المتعلقة بالموضوع وجوانبه.
فكان أن صنف ابن علان عشر رسائل تناول فيها هذا الموضوع من جوانبه كلها، وهذه الرسالة واحدة منها، أما بقيتها فهي:
١ - إعلام سائر الأنام بقصة السيل الذي سقط منه بيت الله الحرام: ذكره المصنف في عدد من كتبه الأخرى، منها "نشر الألوية" -هذه الرسالة- و"إنباء المؤيد" وغيرها، وهو المسمى بالتاريخ الكبير، وقال: إنه استوفى فيه جميع عمارات الكعبة الإِحدى عشر.
منه نسخة خطية بمكتبة برلين (٣٠٨٠)، ولكنها نسبت لغيره (١).
٢ - إنباء المؤيد الجليل مراد ببناء بيت الوهاب الجواد: وقد فصل فيه الحوادث اليومية التي واكبت بناء الكعبة الشريفة وعمارتها، وأرخها يومًا يومًا. وهو ملخص من كتابه السابق كما ذكر في ديباجته.
وقد تابع المصنف العمل في عمارة الكعبة الشريفة متابعة دقيقة، بل إنه ساعد
_________
(١) التاريخ والمؤرخون: ٣٢١، وذكر أنها نسبت للعلامة تقي الدين بن زكريا الأموي العثماني الماتريدي الحنفي المتوفى سنة ١٠٥٠ هـ.
1 / 12
في بناء البيت الشريف، وكان يحمل النورة والحجارة على كاهله معاونةً للبنائين، وكان كلما وصل العمال إلى جهة من جهات الكعبة صنف لهم رسالة تتعلق بذلك يرشدهم فيها للأصلح، وكان كلما اختلف مع النظار على البناء في أمر ما صنف رسالة يوضح لهم وجهة نظره الشرعية.
وذكر د. الحبيب الهيلة أن للكتاب ٤ نسخ خطية، وأنه حقق بجامعة الملك سعود (الرياض سابقًا) على يد الباحث خالد عزام الخالدي ونال به رسالة الماجستير سنة ١٤٠٦ هـ، واعتمد على تلك النسخ الأربع (١).
٣ - نشر ألوية التشريف بالإِعلام والتعريف بمن له ولاية عمارة ما سقط من البيت الشريف: وهو هذا الذي نقدم له.
ورومًا للاختصار فإنا نذكر سبب تأليفه في هذا الموضع ثم نرجئ الحديث عن النسخة المعتمدة وطريقة العمل فيها.
قال العلامة المحبي في خلاصة الأثر ٤/ ١٨٨: سببه أن البيت العتيق لما سقط سأل الشريف مسعود -صاحب مكة إذ ذاك- العلماء عن حكم عمارته، فأجابوا بأنه فرض كفاية على سائر المسلمين، ولشريف مكة تعاطي ذلك، وأنه يعمره ولو أنه من القناديل التي لم يعلم أنها عينت من واقفها لعين العمارة، ووافقهم صاحب الترجمة أولًا، ثم ظهر له أن هذا العمل لا يتوجه إلَّا إلى السلطان الأعظم، وتوقف معظم العلماء عن موافقته فألف المؤلف المذكور، ثم بلغه توقفهم عن دليله في ذلك، فألف مؤلفًا آخر سماه: "البيان والإِعلام في توجيه فرضية عمارة الساقط من البيت لسلطان الإِسلام". انتهى.
٤ - البيان والإِعلام في توجيه عمارة الساقط من البيت لسلطان الإِسلام: وتقدم سبب تأليفه، وذكره أيضًا المصنف في "إنباء المؤيد الجليل" والشلّي في عقد
_________
(١) التاريخ والمؤرخون: ٣٢١ - ٣٢٤.
1 / 13
الجواهر. منه نسخة خطية بالمكتبة المحمودية بالمدينة المنورة مجموع (١٦٤٥) في ٣ ورقات (١).
٥ - رسالة في منع وضع الستائر لوجه الكعبة كلها بقدر سمكها: ذكرها بنفسه في "إنباء المؤيد الجليل" ص ٧٩، وقال: إنه بيَّن فيها وجه منع البنائين في عمارة الكعبة من سترها تمامًا عند قيامهم بعملهم، مما يؤدي إلى إخفائها وبطلان صلاة كثير من الناس (٢).
٦ - فتح الكريم الفتاح في حكم ما سد به البيت من حصر وأعواد وألواح: ذكره المؤلف في "إنباء المؤيد الجليل مراد" ص ٨، ٩، وقال عنه: بينت فيه عمل المهندسين والصناع أتم بيان، وعدد الأعواد وأصحابها، والحصر المسدود بها باقي العمارة وأصحابها. وذكره الشلِّي في عقد الجواهر، والبغدادي في إيضاح المكنون ٢/ ١٧٠ (٣).
٧ - فتح القدير في الأعمال التي يحتاج إليها من حصل له بالملك على البيت ولاية التعمير: رسالة في الأعمال التي يحتاجها النائب في عمارة البيت. ذكرها المؤلف في إنباء المؤيد الجليل مراد: ص ١٢، والشلِّي في الجواهر، والبغدادي في الإِيضاح.
٨ - إيضاح تلخيص بديع المعاني في بيان منع هدم الجدار اليماني: رسالة ذكرها المؤلف في "إنباء المؤيد الجليل" ص ٢٦، وقال: إنه كتبها حين أراد بعض البنائين في العمارة هدم الجدار اليماني وإعادة بنائه. وكان يرى عدم هدمه؛ لعدم وجود ضرورة لذلك، فوضع هذه الرسالة ونسخ منها ثلاث نسخ إحداها موجهة إلى قاضي مكة، والأخرى إلى ناظر عمارة الحرم، والثالثة إلى شيخ الحرم، وكان تأليفها
_________
(١) التاريخ والمؤرخون: ٣٢٤.
(٢) السابق: ٣٢٦.
(٣) السابق: ٣٢٧.
1 / 14
في جمادى الأولى سنة ١٠٤٠ هـ (١).
٩ - مؤلف في باب الكعبة: ذكره في "إنباء المؤيد" ص ٧٠، قال: وقد أفردت لباب الكعبة مؤلفًا استوعبت فيه عمارته وبيان تغييراته (٢).
١٠ - المواهب والفتوح بعمارة المقام الإِبراهيمي وباب الكعبة وسقفها والسطوح: ذكره الشلِّي والمحبي، والبغدادي في هدية العارفين ٢/ ٢٨٣، وفي إيضاح المكنون: ١/ ٨٢ (٣).
منقبة كبيرة لابن علان ﵀:
هذا ... ولابن علان شهرة عند المؤرخين بوصفه قارئ لصحيح البخاري في جوف الكعبة، وهذه منقبة جليلة اختص بها، وقد تقدم في كلام العجيمي الإِشارة إلى ذلك، ولما كثر عليه الانتقاد والكلام صنف في المسألة رسالة سماها: "القول الحق والنقل الصحيح بجواز أن يدرس في جوف الكعبة الحديث الصحيح"، وتحدث هو عن تفاصيل ما جرى في هذه المسألة في "إنباء المؤيد الجليل" ص ٧٩، ومن هذا الكتاب نسخة بالمحمودية بالمدينة المنورة (١٦٤٥) مجموع، في ١٨ ورقة (٤).
وله فيما يتعلق بتاريخ مكة وفضائلها، والتاريخ عمومًا مصنفات أخرى أعرضنا عنها خشية التطويل، ومن أراد معرفتها فعليه بكتاب الدكتور الهيلة المذكور، ومقدمة تحقيق "إنباء المؤيد" للباحث الخالدي.
_________
(١) التاريخ والمؤرخون: ٣٢٤.
(٢) السابق: ٣٢٨.
(٣) السابق: ٣٢٠.
(٤) التاريخ والمؤرخون: ص ٣٢٨، لم يسبق لأحد من المسلمين أن نال هذه المنقبة الجليلة أو فعل نحو ذلك الفعل، وهو إقراء الجامع الصحيح للإِمام البخاري في جوف الكعبة الشريفة إلَّا لابن علان، وقد كان يفخر بهذا على غيره، حتى أنه قد يصدر ذكرها في بعض مقدمات كتبه كما فعل في التلطف (ص ١) بقوله: "وبعد، فيقول فقير رحمة مولاه، اللائذ به في سره ونجواه، المؤهل بحكمة الله لإقراء صحيح البخاري وختمه بجوف كعبة الله ... " إلخ.
1 / 15
ذكر بعض من أَرَّخ لهذه الحادثة العظيمة:
وللإِلمام بموضوع الرسالة والإِتيان عليها من جوانبها فإنه من المهم والمفيد معرفة أصداء الحادثة، وذكر من صنف فيها آنذاك غير المصنف، وهم قسمان: قسم أفردوا بعض المسائل بمصنفات مستقلة، وقسم تحدثوا عن الحادثة ضمن مؤلفاتهم التاريخية.
* فممن أفرد مصنفًا في حادثة البناء من معاصري المؤلف ابن علان:
١ - العلامة خالد بن محمَّد الجعفري (ت ١٠٤٤ هـ) ... له رسالة تتعلق ببناء الكعبة نقل عنها ميرداد في نشر النور (المختصر: ١٨٦، ١٨٧) (١).
٢ - العلامة خليفة بن أبي الفرج الزمزمي (ت نحو ١٠٦٢ هـ) ... له رسالة "الدرر المنفية في تاريخ بناء الكعبة الشريفة" (٢).
٣ - العلامة إبراهيم بن يوسف المهتار الرومي (ت ١٠٧١ هـ): له "در النظم في وقوع أركان البيت المعظم" (٣).
٤ - العلامة الفقيه الشيخ حسن بن عمار بن علي الشرنبلالي (ت ١٠٦٩ هـ): الفقيه الحنفي مصنف "مراقي الفلاح"، له "إسعاد آل عثمان المكرم ببناء بيت الله المحرم"، ذكره في ذيل كشف الظنون، وله "أعظم القربة في تعظيم الكعبة" هدية: ٢/ ٣٣٨ (٤).
٥ - العلامة المؤرخ علي بن عبد القادر الطبري (ت ١٠٧٠ هـ): من تلامذة ابن علان ﵀، له في خصوص الموضوع "تحفة الكرام بأخبار عمارة السقف
_________
(١) التاريخ والمؤرخون: ٣٠٨، خلاصة الأثر: ٢/ ١٢٩.
(٢) التاريخ والمؤرخون: ٣٣١، خلاصة الأثر: ٢/ ١٣٢، أعلام: ٢/ ٣١٢.
(٣) التاريخ والمؤرخون: ٣٤٦، أعلام: ١/ ٨٢.
(٤) خلاصة الأثر: ٢/ ٣٨، معجم الموضوعات المطروقة للبحَّاثة عبد الله محمَّد الحبشي (الكعبة).
1 / 16
والباب من البيت الحرام" (ذيل الكشف)، وله "الأقوال المعلمة في وقوع الكعبة المعظمة"، وله "شن الغارة على مانع الستارة"، رد بهذا الأخير على شيخه ابن علان في منعه وضع الستارة على الكعبة حال عمارتها (١).
٦ - العلامة إبراهيم بن محمَّد بن عيسى الميموني المصري (٩٩١ - ١٠٧٩ هـ): وصنف: "تهنئة أهل الإِسلام بتجديد بيت الله الحرام" منه نسخة بالمكتبة الوطنية بتونس، وطبع مؤخرًا عام ١٤١٨ هـ، وصدر عن دار الباز بمكة (٢).
٧ - العلامة عبد العال ... مصري، له "الزلف والقربة في تعمير ما سقط من الكعبة"، ذكره صاحب هدية العارفين: ١/ ٢٤٥ (٣).
* وأما الذين تحدثوا عن هذه الحادثة ضمن مصنفاتهم في تاريخ مكة عمومًا، أو في مصنفات أخرى؛ فمن المعاصرين للحادثة:
١ - العلامة علي بن عبد القادر الطبري (ت ١٠٧٠ هـ) تقدم ذكره، في كتابه "الأرج المسكي في التاريخ المكي" (٤).
٢ - العلامة محمَّد بن أحمد الأسدي المكي (ت ١٠٦٦ هـ) في كتابه "إخبار الكرام بأخبار بيت الله الحرام" (٥)، وهو والطبري السابق من تلامذة ابن علان.
٣ - العلامة علي بن برهان الدين الحلبي صاحب السيرة الحلبية (ت ١٠٤٤ هـ) ضمن المجلد الأول من سيرته المذكورة.
٤ - العلامة المتفنن المؤرخ الفلكي الأديب السيد محمَّد بن أبي بكر الشلِّي باعلوي الحسيني الحضرمي ثم المكي (ت ١٠٩٣ هـ) في كتابيه: "الجواهر والدرر"
_________
(١) التاريخ والمؤرخون في مكة: ٣٤٣، خلاصة الأثر: ٢/ ١٦١، أعلام ٤/ ٣٠١.
(٢) خلاصة الأثر: ١/ ٤٥، الأعلام: ١/ ٦٧، معجم الموضوعات المطروقة (الكعبة).
(٣) معجم الموضوعات المطروقة (الكعبة).
(٤) وهو مطبوع.
(٥) صدر عن دار الصحوة عام ١٤٠٥ هـ، ص: ١٤٨ - ١٥٧.
1 / 17
في حوادث عام ١٠٣٩ هـ و"النهر المورود في أخبار ملوك مكة القتاديين أهل النجدة والجود" وهو لدي مصور عن نسخة نادرة، يسر الله تحقيقه وإخراجه.
٥ - السيد العلامة الأديب عبد الله بن جعفر العلوي الحسيني الحضرمي ثم المكي (ت ١١٦٦ هـ) في رسالته "تذكرة المتذكر بما جرى من السيل المستبحر"، لدي مصورة عن نسخة بخط مصنفه محفوظة بالتيمورية برقم (١٢٥٧).
٦ - العلامة المؤرخ علي بن تاج الدين السنجاري المكي (ت ١١٢٥ هـ) في كتابه النفيس المفيد: "منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم" (١).
* وكل من أتى من بعدهم فإنما استقى من هذه المصنفات كالإِمام أحمد زيني دحلان في تاريخ أمراء البلد الحرام، والعلامة حسين باسلامة في تاريخ الكعبة المشرفة، وشيخنا العلامة المتفنن عبد الفتاح رواه في كتابه عن أمراء مكة، وغيرهم.
ملاحظة: المؤرخون الذين عاصروا حادثة سقوط الكعبة الشريفة وصنفوا فيها كان معظمهم مكيين، إلَّا أن هناك عددًا منهم من علماء مصر، وإنما صنفوا في الحادثة مع بعدهم عنها لأن والي مصر الوزير محمَّد باشا سبط الوزير رستم باشا (ت ١٠٥٦ هـ) كان جمع العلماء بعد أن وصلته فتاوى علماء الحجاز بشأن عمارة ما سقط من البيت، فاجتمع لديه: العلامة حسن الشرنبلالي، والعلامة الحلبي صاحب السيرة، والعلامة إبراهيم الميموني وغيرهم ... وقد تقدم ذكر مصنفاتهم وغيرهم آنفًا (٢) ...
* * *
_________
(١) صدر عن جامعة أم القرى بمكة المكرمة في ٦ مجلدات، بتحقيق د. ماجدة زكريا.
(٢) وكان اجتماعهم في ١٠٣٩ هـ، كما ذكر الميموني الذي أنهى تصنيف كتابه في ذي الحجة ١٠٣٩ هـ، بينما في المطبوع من السيرة الحلبية ١/ ٢٧٩: أنه في سنة ١٠٤٣ هـ، ولعله خطأ مطبعي أو من الناسخ، وهذا التاريخ غير صحيح.
1 / 18
بنايات الكعبة المشرفة عبر العصور وأسبابها، ونبذة عن السيول التي دهمت المسجد الحرام
عبر العصور التاريخية، ومنذ قديم الزمن تعرض البيت الحرام إلى إعادة بنائه ثلاث عشرة مرة، منذ أن بنته الملائكة على بعض الأقوال إن صحّت ... وكان العمل في بعضها ترميمًا وعمارة فقط وليس بناء من الأساس ... وهذه المرات هي:
١ - بناء الملائكة.
٢ - بناء آدم أبي البشر ﵇.
٣ - بناء شيث بن آدم ﵉.
٤ - بناء إبراهيم الخليل أبي الأنبياء ﵇.
٥ - بناء جُرهم.
٦ - بناء العماليق.
٧ - بناء قصي بن كلاب نحو عام ٤٥٠ للميلاد.
٨ - بناء قريش قبل البعثة بخمس سنوات (نحو عام ٦٠٦ للميلاد).
٩ - بناء ابن الزبير ﵄ عام ٦٥ هـ.
١٠ - بناء الحجاج بن يوسف الثقفي عام ٧٤ هـ.
١١ - عمارة السلطان العثماني مراد خان عام ١٠٣٩ هـ - ١٠٤٠ هـ، والذي يدور موضوع هذه الرسالة حولها.
١٢ - ترميم عام ١٣٧٧ هـ، في عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود ﵀.
1 / 19
١٣ - ترميمها مؤخرًا عام ١٤١٨ هـ، في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، وفقه الله.
ولجماعة من المؤرخين رأي في بعض ما ذكر، قال العلامة الحلبي في سيرته "الحلبية": "والحق أن الكعبة لم تبن جميعها إلَّا ثلاث مرات: الأول بناء إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم. والثاني: بناء قريش، وكان بينهما ألفا سنة وسبعمائة سنة وخمس وسبعون سنة. والثالثة: بناء عبد الله بن الزبير، أي وكان بينهما نحو اثنتين وثمانين سنة.
وأما بناء الملائكة وبناء آدم وبناء شيث فلم يصح. وأما بناء جرهم والعمالقة وقصي فإنما كان ترميمًا، ولم تبن بعد هدمها جميعها إلَّا مرتين: مرة زمن قريش، ومرة زمن عبد الله بن الزبير رضي الله تعالى عنه. اهـ (١).
ومن جملة أسباب إعادة البناء أو العمارة: الحرائق، كما حدث زمن قريش وزمن ابن الزبير.
ومنها أو من أعظم الأسباب وأدعاها لذلك: السيول العظيمة التي تدهم المسجد الحرام بين الفينة والأخرى.
نبذة عن السيول بمكة:
وقد بلغت إحصائية السيول التي دهمت المسجد الحرام، من زمن جرهم في الجاهلية إلى سنة ١٣٨٤ هـ: (٨٩) تسعة وثمانين سيلًا، حسبما ورد في "التاريخ القويم" للمؤرخ المكي محمَّد طاهر الكردي ﵀ (٢). وكان من أعظم تلك السيول سيل عام ١٠٣٩ هـ، والذي هدمت بسببه الكعبة المشرفة وطاحت جدرانها كما سيأتي تفصيله في هذه الرسالة ...
_________
(١) السيرة الحلبية: ١/ ٢٧٩ - ٢٨٠، ط دار المعرفة - بيروت. وينظر كتاب: "تاريخ الكعبة الشريفة"، للمؤرخ حسين عبد الله بن سلامة المكي.
(٢) التاريخ القويم: ٢/ ١٩٤ - ٢٠٠، الطبعة الأولى.
1 / 20