قوله: (ونحوه متأول) يعني ما ورد من الحال معرفة (كأرسلها العراك)، (وادخلوا الأول فالأول)، (ومررت بهم الجماء الغفير) و(مررت به وحده) و(جاؤوا قضهم بقضيضهم) ونحوذلك، فإنه متأول بالنكرة، وأما (أرسلها العراك) فاختلف في تأويله، فمنهم من أخرجه عن الحاليه، فقيل: إنه صفة لمصدر محذوف تقديره: الإرسال العراك، وقيل: مفعول ثاني لأرسلها، ويروى: فأوردها العراك ولم يذدها، لأنه في معنى أرسلها، ومنهم من لم يخرجها عن الحالية، فقال الفارسي: إن العراك(2) مصدر وعامله الحال وتقديره تعترك العراك، وقال سيبويه:و(3) إنه معرفة واقع موقع النكرة والعراك واقع موقع معتركة، وكذلك الأول فالأول، والجماء الغفير(4)، اللام زائدة(5)، وهوواقع موقع أولا فأولا و(جماء وغفيرا) وأما [و53] وحده، و(نسيج(6) وحده) و(جحيش(1) وحده) وفي التعجب نحو: (رجيل وحده) واختلف في نصبه فقيل على الظرفية، ونظيره في الظرفية عكسه، وهوجاء زيد مع غيره، وقيل مصدر واقع موقع انفراد، وقيل حال واقع موقع منفردا، وأما (قضهم بقضيضهم)(2) فمعنى قاضهم ومقضوضهم إضافة لفظية، (وطلبته جهدك وطاقتك) و(رجع عوده على بدئه)(3) فواقعه موقع مجتهدا، ومطيقا وعائدا، وقيل: هي مصادر، والحال عاملها أي يجتهد ويطيق ويعود.
وقوله: (فإن كان صاحبها نكرة وجب تقديمها) مذهب المصنف(4) وجماعة تقديم الحال إذا كان صاحبها نكرة لئلا يلتبس بالصفة في حالة النصب، وحمل مالا يلتبس على ما يلتبس طردا للباب، وغيره جعل تقديمه اختيارا لا وجوبا وأورد سيبويه في التقديم(5) قوله:
[229] لمية موحشا طلل
Página 378