============================================================
قال، عز وجل،: { ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم الا إنه بكل شيء شجيط ) (1) ، افلا ترى، أيها المغرور، ان المرية إنما اختاروها لأنفسهم واتبعوا الاهواء فيها، مكابرة لعقولهم، بعد ما تبين لهم الحق، الذى أعلمك الله، عز وجل، (أنه أراهم آياته فى الآفاق وفى أنفسهم، ولزمتهم فيه الحجة، وتبين لهم فيه الحق، ثم اختاروا التعامي). عن ذلك الحق، فاحتج عليهم وعلى غيرهم من الظلمين، انه لا عذر لاحد بعد البيان وإرسال، الرسل، عليهم السلام، وقوله، عز وجل : { الا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد. (0) (2) ، افلا ترى انما يمارون بالمشاقة والمكابرة ؛ لا أنهم جبروا على ذلك، ولا قسروا عليه 11 وقوله ، عز وجل،: قالوا لولا أوتي مثل ما أوتى موسى، أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل، قالوا سحران تظاهرا، وقالوا إنا بكلو كافرون } (3) .
افلا ترى، قد كانوا يعلمون بما اوتى موسى 14.. وزعمت انت انه لاعلم عندهم وقوله ، عزوجل: الدين قالوا إن الله عهد إلتا الأ نؤس برسول حتى ياتينا بقربان تاكله النار قل قد جاء كم رسل من قبلي بالبينات وبالذى قلتم فلم قتلتموهم ان كمتم صاد قين ()(1) .
ولنا فى هذا الباب من الرد عليك، من شواهد القرآن، ما يطول به الكتاب.
واما ما ذكرت من المؤمنين، أنهم لم يكونوا فى شك من ذكر الله، جل ثناؤه، ولا فى شك من توحيده، ولا فى شك من القيامة، ولا فى مرية من لقاء ربهم، منحن الآن نقول لك : خبرنا عن هؤلاء المؤمنين ، وهل هم مجبرون على ما ذكرت، لا تخيير لهم، كما قلت، ام مخيرون تخييرا؟
ية الاطتيارمقررة عة لا ولة لا، فان قلت : إنهم مخيرون تخييرا، قلنالك : لزمك أنك قد رجعت عن قولك، وصرت إلى قولنا بالعدل.
(1) سورة فصلت : الأمة54.
(2) ورة الشررى : الآمة 18 (4) سورة القصص : الآية 48 (4) سوره آل حران: الآبة 183
Página 232