وضحكت سميحة وقالت: ابنك رجل مهم كل الأهمية، رئيسه طلب منه أن يقطع الإجازة.
وقال سويلم وهو يحاول أن يجد سببا لهذه العودة المفاجئة: فعلا لقد كلمني في المحل.
وقالت سميحة: ألم أقل لك يا ماما؟
ولم يستطع مجدي أن يقول لأبيه شيئا، وإنما صعد إلى شقته وقضى الليلة. وفي الصباح ذهب إلى أبيه في المحل، وروى له كل ما عرفه من درديري، ولم يتكلم سويلم وإنما أخذ ابنه فورا إلى محل فؤاد وانتحى به ناحية. •••
وجد فؤاد في دولاب ابنه ألفا وخمسمائة جنيه، ولم يعد فكري في الظهيرة وظل ساهرا خارج البيت حتى الثانية صباحا، وحين عاد فوجئ بأبيه وأمه جالسين في غرفة المعيشة ينتظرانه وتوجس. - خير يا بابا؟ خير يا ماما؟
وأخرج فؤاد النقود وألقى بها على المنضدة أمامه. - ما هذا يا فكري؟
وارتمى فكري على أقرب كرسي وصمت قليلا، ثم استجمع شجاعته، لقد كان ينوي أن يخبرهما بزواجه والآن جاء الوقت: أعيب أن أتاجر؟ - في المخدرات! - في أي شيء.
وصاحت وهيبة: في أي شيء يا فكري، حتى في البشر؟! - الفلوس فلوس مهما يكن الطريق الذي جاءت منه. - إذن تعمل قوادا. - لا أحتاج إلى هذا. - الذي يتاجر في السموم يتاجر في البشر، مثل علوان سلطان سيدك. - أنا ليس لي سيد. - إذن السهر حتى الصباح في التجارة والكباريهات. - أنا متزوج.
وصعق الأبوان وتمالكت وهيبة نفسها، وقالت: ماذا؟ - أنا متزوج. - عاهرة طبعا وإلا كنا خطبناها لك، عاهرة! - إن الله غفور رحيم وقد تابت.
ساد صمت طويل ثم قال فؤاد: تخرج الآن من هذا الباب، ولا تعد إليه إلا في واحدة من اثنين، إما أن تكون طلقت زوجتك وتركت تجارتك إلى الأبد، وإما أن أكون أنا ميتا.
Página desconocida