ولكنها مع ذلك حين علمت أن وجدي تخرج، لم تستطع أن تمنع وساوس خوف أن تداخلها، واليوم وعمها في حجرة الاستقبال مع أبيها، وأبوها يناديها يتحقق خوفها.
وينادي الأب مرة أخرى: يا سميحة. ولكن ليس له مجيب.
ويقول فريد: قومي يا فوزية ناديها.
ويقول العم عبد الراضي: قومي يا ست فوزية الله يرضى عليك.
وتقوم وتدخل وقبل أن تقفل الباب تقول سميحة: لا. - أي لا؟ - لن أذهب. - وهل عرفت فيم؟ - عرفت كل شيء، المسألة لا تحتاج إلى ذكاء. - وماذا نقول لعمك؟ - هذا شأن أبي، لا شأني. - اسمعي يا سميحة أنت تعرفين أنني لا أحب عمك عبد الراضي، وهذا يا بنتي شيء طبيعي فهو لم يرحب بي في الأسرة، ولكن حتى أكون عادلة هو معذور، كان طامعا ولم يصبح الطمع اليوم سفالة، الدنيا أصبحت مطالبها كثيرة، وطبيعي أن يفكر كل إنسان في مصلحة نفسه. - ومن أين كان يعلم أنه سيرث أبي؟ ولماذا لم يفكر أن أبي قد يعيش بعده؟ إنه أكبر من أبي. - مع الطمع لا منطق يا سميحة. - ولكن يا تنت أنا لا أعرف وجدي، أنا لم أره في حياتي إلا مرات قليلة تعد على الأصابع. - ولكنه مع ذلك ابن عمك، وماذا نستطيع أن نقول الآن؟ - لا أعرف وإنما أنا أرفض. - لقد أحضر الشبكة معه. - إذن فهو يعتبر الأمر منتهيا. - عم يخطب ابنة أخيه لابنه المتخرج في كلية التجارة، ماذا يمكن أن يكون المانع؟ - وهل ابنة الأخ هذه ليست إنسانة؟ - سميحة، اسمعي أنا بالنسبة إليك ... - والله يا تنت أنا أعتبرك مثل ماما وأكثر؛ لأن الأم تحب ابنتها بالغريزة، ولو كانت أمي موجودة كان لا يمكن تقدم لي أكثر مما تقدمين أنت.
إذن فاسمعي يا بنتي أنا الآن في مركز حرج، إذا خرجت وقلت إنك رافضة أو تريدين أن تفكري، أو أي كلمة من الكلمات التي تقال في مجال الرفض هذه، سيظن عبد الراضي أنني أنا التي أغريتك بهذا. - وهل تقبلين أنت يا تنت أن أضيع حياتي من أجل حرج مؤقت؟ - لك حق يا بنتي، فعلا هذا ليس عدلا، الآن لا بد أن يحمل كل إنسان مسئوليته.
وفتحت الباب ونادت: يا فريد. - نعم؟ - تعال أريدك في كلمة.
وهمست سميحة: ربنا يطيل عمرك يا تنت، قلت أريدك ولم تقولي سميحة.
ويدخل فريد: ماذا؟ - أنا لن أتزوج وجدي. - ماذا؟ هل جننت؟! - هل أصبح مجنونة حين أرفض شخصا لا أريده؟ - ولماذا لم تقولي هذا من قبل؟! - وهل سألتني؟ - ألم أقل لك إن أمه خطبتك من المرحومة. - أتعتقد بهذا أنك قلت لي؟ - وحين كنا نلتقي ألم تسمعي الإشارات التي كانت أمه تقولها؟ - هل تعني هذه الإشارات أنك سألتني ووافقت؟ إنها إشارات تتناثر كلما اجتمع شاب وشابة. - والآن ماذا أعمل؟ وجدي هنا وأبوه وأمه ومعهم الشبكة ويريدون أن يتفقوا على تحديد يوم الخطبة. - أترضى لي يا بابا زواجا بهذه الطريقة؟ - يا بنتي نحن لم نرفض. - ولكنني لم أسأل حتى أقبل أو أرفض. - وماذا أعمل الآن؟
وقالت فوزية: أنت طبعا لن تجبر البنت على زواج لا تريده. - أنا مرغم. - ماذا تعني؟
Página desconocida