. . . . . . . . . . . . . . . . ... تَحْنَانَ (١) ذِي فَرِّ (٢)
٩٣ - وَشُقَّ لَهُ الْبَدْرُ الْمُنِيرُ وَلَمْ يَكُنْ ... كَمَا زَعَمَ الْكُفَّارُ خَابُوا مِنَ السِّحْرِ (٣)
_________
(١) وفي المعجم الوجيز مادة (حَنَّ): التَّحْنَان: الحَنِينُ الشديدُ.
(٢) الفَرُّ وَالْفِرارُ: الرَّوَغانُ وَالْهَرَبُ. كما في اللسان مادة (فرر). ومقصود الناظم بيان هذه المعجزة التي حدثت للنبي ﷺ فقد حنَّ له الجماد مشتاقًا، وبكى، كأنه من ذوات الأرواح، وقد جاء في بعض الأحاديث أن حنين الجذع كان كصوت العشار، وفي بعضها: كصياح الصبي، وفي بعضها: كخوار الثور، وفي بعضها: كحنين الواله - أي المرأة التي مات لها ولد - وكل هذه الروايات لأصوات متقاربة سمعها الصحابة فشبهه كل منهم بأقرب مَثَل عنده، ولولا وضع النبي ﷺ يده عليه لظل يحن إلى يوم القيامة، وقد ثبت بإسناد حسن لغيره أن الجذع أختار أن يغرسه النبي ﷺ في الجنة بعد أن خيَّره بين أن يغرسه في البستان، فيعود كأفضل مما كان مثمرًا مورقًا، وبين أن يغرسه في الجنة. وقد تكلمت على هذه المعجزة بإسهاب، وتحرير في شرحي لأحاديث الباب السادس من سنن الدارمي، يسر الله إتمامه.
(٣) قال الكتاني في نظم المتناثر (ص/ ٣٠٣): [(انشقاق القمر) قال التاج ابن السبكي في شرحه لمختصر ابن الحاجب الأصلي: الصحيح عندي أن انشقاق القمر متواتر منصوص عليه في القرآن، مروي في الصحيحين، وغيرهما من طرق من حديث شعبة عن سليمان بن مهران عن إبراهيم عن أبي معمر عن ابن مسعود. ثم قال: وله طرق أخرى شتى بحيث لا يمتري في تواتره. وقال في الشفا بعد ما ذكر أن كثيرا من الآيات المأثورة عنه ﷺ معلومة بالقطع ما نصه: أما انشقاق القمر فالقرآن نص بوقوعه، وأخبر بوجوده، ولا يعدل عن ظاهر إلا بدليل، وجاء برفع احتماله صحيح الأخبار من طرق كثيرة، فلا يوهن عزمنا خلاف أخرق منحل عرى الدين، ولا يلتفت إلى سخافة مبتدع يلقي الشك في قلوب الضعفاء المؤمنين، بل نرغم بهذا أنفه وننبذ بالعراء سخفه اهـ. وفي أمالي الحافظ ابن حجر: أجمع المفسرون، وأهل السير على وقوعه. قال: ورواه من الصحابة: علي، وابن مسعود، وحذيفة، وجبير بن مطعم، وابن عمر، وابن عباس، وأنس. وقال القرطبي في المفهم: رواه العدد الكثير من الصحابة، ونقله عنهم الجم الغفير من التابعين فمن بعدهم اهـ. وفي المواهب اللدنية: جاءت أحاديث الانشقاق في روايات صحيحة عن جماعة من الصحابة منهم: أنس، وابن مسعود، وابن عباس، وعلي، وحذيفة، وجبير بن مطعم، وابن عمر، وغيرهم اهـ. وقال ابن عبد البر: روى حديث انشقاق القمر جماعة كثيرة من الصحابة، وروى ذلك عنهم أمثالهم من التابعين ثم نقله عنهم الجم الغفير إلى أن انتهى إلينا، وتأيد بالآية الكريمة اهـ. وقال المناوي في شرحه لألفية السير للعراقي: تواترت بانشقاق القمر الأحاديث الحسان كما حققه التاج السبكي، وغيره اهـ ...].
1 / 77