٥٦ - وَلَا قُرْبَةً فِيهِ إِلَى اللهِ (١) بَلْ إِلَى ... . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
_________
(١) قال الإمام ابن رجب في نزهة الأسماع (ص/ ٦٨) وما بعدها: [القسم الثاني: أن يقع استماع الغناء بآلآت اللهو، أو بدونها على وجه التقرب إلى الله - تعالى -، وتحريك القلوب إلى محبته، والأنس به، والشوق إلى لقائه، وهذا هو الذي يدعيه كثير من أهل السلوك، ومن يتشبه بهم ممن ليس منهم، وإنما يتستر بهم، ويتوصل بذلك إلى بلوغ غرض نفسه من نيل لذته فهذا المتشبه بهم مخادع ملبس، وفساد حاله أظهر من أن يخفى على أحد، وأما الصادقون في دعواهم ذلك - وقليل ما هم - فإنهم ملبوس عليهم حيث تقربوا إلى الله - عزوجل - بما لم يشرعه الله - تعالى - واتخذوا دينا لم يأذن الله فيه فلهم نصيب ممن قال الله - تعالى - فيه: ﴿وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً﴾ (لأنفال/٣٥) والمكاء: الصفير، والتصدية: التصفيق باليد، كذلك قاله غير واحد من السلف، وقال تعالى: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَاذَنْ بِهِ اللَّهُ﴾ (الشورى/٢١)، فإنه إنما يتقرب إلى الله ﷿ بما يشرع التقرب به إليه على لسان رسوله ﷺ فأما ما نهى عنه فالتقرب به إليه مضادة لله - عزوجل - في أمره. قال القاضي أبو الطيب الطبري ﵀ في كتابه في السماع: " اعتقاد هذه الطائفة مخالف لإجماع المسلمين، فإنه ليس فيهم من جعل السماع دينا، وطاعة، ولا رأى إعلانه في المساجد، والجوامع، وحيث كان من البقاع الشريفة، والمشاهد الكريمة، وكان مذهب هذه الطائفة مخالفا لما اجتمعت عليه العلماء، ونعوذ بالله من سوء التوفيق ". انتهى، ما ذكره ولا ريب أن التقرب إلى الله تعالى بسماع الغناء الملحن لا سيما مع آلات اللهو مما يعلم بالضرورة من دين الإسلام بل، ومن سائر شرائع المسلمين أنه ليس مما يتقرب به إلى الله، ولا مما تزكى به النفوس وتطهر به ...].
1 / 47