ما ليس بزورته عزا وعافية
من حل ناديك مقبوط بنعمته
وقد سألتك عزمي لأغترابي عن
وهاك بحرا هو البحر الروي على
فعن عجائبه حدث ولا حرج
... قدومه فهو بالخيرات مضمون
المسؤل والذكر والقرآن مقرون
جرى بها لك فيه الكاف والنون
فإن طالعه بالسعد ميمون
وكل مرتحل عنه لمغبون
أهلي فقلبي وقاك الله محزون
الروي منه عيانا يسبح النون
وإن شككت فهذا الدر مكنون
وقال أيضا يستنجز وعده بإذنه بطلوعه صنعاء:
يا عظيم الشأن في أهل العلا
ذكرك المشهور في الآفاق قد
ليت شعري أنت تدري ما الذي
والذي يبقيك لولا زاعج
لتوطنت ولم يجري على
غير أن العقل والشرع قضى
لأمور وجبت ليس لها
عجبا وعدك قد أبطى ومن
فأجبني بنعم لا زلت في ... أنت شمس في السموات العلا
سيروه في المعالي مثلا
لك عندي من وداد وولاء
منع الأجفان أن تتصلا
خاطري ذكر سواكم في الملا
حكمة المحتوم إن ارتحلا
أحدا أرجوه مني بدلا
يتسقى الغيث يأتي عجلا
الفضل من رب السماء متصلا
قال صاحب الترجمة ولم يجب بنعم [60ب-ب] ولكنه أجاب بإسبال النعم.
وكان لصاحب الترجمة هو وإخوته صافية عظيمة بقرية سرب-(1) -بسين وراء مهملتين فباء موحدة-، وهي من أعمال (ذمار)؛ وكان شديد الغرام بسكونها، والشوق إليها ثم باعوها إلى الشيخ علي بن أحمد راجح وزير المنصور ابن المتوكل بأموال عظيمة، وانفق صاحب الترجمة حصته من القيمة على عادته في الكرم. ثم حصلت منه المطالبة بإرجاعها وأن البيع لم يكن على وجه الصحة وأن ما أنفقت يكون من بيت المال، وآل الأمر إلى عزم صاحب الترجمة مغاضبا إلى (أبي عريش) فتوسط الشريف محمد بن أحمد في أن يرجع له جانبا منها يستغله مدة حياته ويرجع بعد موته للمشتري فرجع صاحب الترجمة واستقر ب(سربه)، ثم جعلها الشيخ علي بن راجح من جملة ثلثه الموقوف-رحمه الله تعالى-.
Página 294