Lo fácil en la vida de los califas rectos

Cali Ibn Nayif Shuhud d. 1450 AH
12

Lo fácil en la vida de los califas rectos

الميسر في حياة الخلفاء الراشدين

وطلب من المجاورين للمسجد , الذين كانت تفتح دورهم عليه مباشرة , أن يسدوا منافذهم تلك ؛ للحفاظ على نظافة المسجدفقال : ": سدوا هذه الأبواب في المسجد إلا باب أبي بكر " ؛ لأنه سيحتاج إلى الخروج إليه كل حين , وعلى غير ميعادللتباحث في أمر المسلمين , فيشق عليه تغيير مخرج بيته .

ثم بدأ يلمح للمسلمين بقرب أجله , حيث تمت رسالة الإسلام , وبلغ ما أنزل إليه من ربه أحسن بلاغ, فخرج - صلى الله عليه وسلم - على الناس فخطبهم , وتحلل منهم أي طلب من له عنده شيء أن يأتي ليأخذه منه , وفعل ذلك ورعا منه - صلى الله عليه وسلم - ثم قال لهم : " إن عبدا من عباد الله خيره الله بين الدنيا , وبين ما عنده , فاختار ما عنده " فقال أبو بكر : بل نفديك بأنفسنا وأبنائنا فقال : على رسلك ( هون عليك ) يا أبا بكر , ثم جمع صلى الله عليه وسلم من كان غائبا من أصحابه فودعهم وعيناه تدمعان , ودعا لهم فقال : " أوصيكم بتقوى الله.. إني لكم نذير وبشير , ألا تعلوا على الله في بلاده وعباده , فإنه قال لي ولكم : " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين " القصص 83.

وظل - صلى الله عليه وسلم - يتابع أمر قيام أبي بكر بالأمر دونه حتى الدقائق الأخيرة من حياته , فقد كشف - صلى الله عليه وسلم - ستار حجرته صباح اليوم الذي قبض فيه , فلما رأى الناس صفوفا خلف أبي بكر ,تبسم صلى الله عليه وسلم, فشعر به الصحابة في صلاتهم , وهم بعضهم أن يفسح له الصف , ليدخل لكنه عجز عن الخروج إليهم , وأشار إليهم أن مكانكم , وأسدل ستار غرفته , بعد رؤيته هذا المشهد الذي أثلج صدره , لتصعد روحه إلى باريها .

ورغم ذلك لم ينص - صلى الله عليه وسلم - على خلافة الصديق مباشرة ؛ لأنه لم يشأ أن يسلب المسلمين حقهم , وإرادتهم في اختيار من يقوم بشئونهم ويتولى أمرهم.

Página 12