إذن فهي لا تزال في قيد الحياة، وهي تعلم أين أنا، والكتابة تدل على أنها حديثة بنت ساعتها، وكل هذا يدل أنها موجودة معي في بلد واحد.
وكأنما هذا الرجاء قد رد إليه الحياة؛ فإنه وقف وقد شعر أن قوته عادت إليه.
وعند ذلك جاءه الطبيب جيرار، ورأى تغيره الفجائي فبرقت عيناه، وقال له: ماذا حدث؟
قال له: لقد أظفرت بدوائي وهذا هو.
وقد أراه الضمة وقال: ألم تقل لي إن مرضي روحي، وهذا دوائي بهذه الضمة فإنها كل روحي.
وبعد انصراف الطبيب نادى بوفور خادمه، وقال له: من الذي جاء بهذا الكتاب؟
قال: فقير من الذي يغنون في الشوارع وهو مقطوع اليد. - أما هو المدعو كلوكلو؟ - هو بعينه يا سيدي. - أريد أن تأتيني به كيفما اتفق ومهما كلفك ذلك من المال والعناء، وإن من عادته أن يتجول في الضواحي، فخذ مركبتي وابحث عنه في كل مكان فلا تعد إلا به.
فامتثل الخادم وما زال يبحث عنه حتى لقيه وجاء به بعد ثلاث ساعات.
وقد خلا به بوفور، وقال له: ليست هذه المرة الأولى التي أتيح لنا أن نجتمع يا كلوكلو؛ فقد رأيتك مرة منذ خمسة وعشرين عاما في قصر بتافان يوم زواجي بمرسلين دي مونتكور، فهل تذكر ذلك؟ - نعم، أذكره. - أتذكر أيضا بعد ذلك التاريخ بيومين حين جاءوا بك إلى بتافان وما كانوا يريدونه منك يومئذ؟ - اسمح لي بأن أراجع ذاكرتي. - إني أعينك على التذكر فإن قاضي التحقيق كان يريد أن يسألك بعض أسئلة في أمر يتعلق بمادة اختفاء. - لقد ذكرت، فإن المدموازيل مرسلين كانت قد اختفت، ولكني برحت تلك البلاد من عهد بعيد فلم أعد إليها.
فقال بوفور في نفسه: إن هذا الرجل يكذب أو أنه يحاول الكذب. ثم سأله قائلا: من أعطاك الرسالة التي جئتني بها؟
Página desconocida