Estudios en Lengua y Literatura
مطالعات في اللغة والأدب
Géneros
at
أو
it
فيلفظونها ولا يكتبونها، أي إنهم استخدموا الحركة لأمرين: للهمز، وللحركة، وكان الحق أن نقرأ هذه الكلمات بالإشمام، وهو عبارة عن الإشارة بالشفاه إلى الحركة من غير تصويت، أو بالروم، وهو عبارة عن حركة مختلسة مخفاة (راجع الإشمام والروم في القاموس)، أو كان يجب أن يضعوا قبل كل حركة في هذه الكلمات وغيرها حرفا يدل على الهمز، كما نفعل نحن، فإننا نكتب كل كلمة من هذه الكلمات المتقدم ذكرها بثلاثة أحرف، وهم يكتبونها بحرفين، فالكلمة الأولى نكتبها هكذا «أن» أي بهمزة وضمة ونون. والكلمة الثانية هكذا «أت» أي بهمزة وفتحة وتاء، والكلمة الثالثة هكذا «إت» أي بهمزة وكسرة وتاء ... بل هم إذا أرادوا أن يكتبوا كلمة «سأل» العربية مثلا كتبوها هكذا
sa-al ، فهذا الخط الصغير بين الحركتين ناب عندهم مناب الهمزة.
وأما همزة الوصل عندهم فهي ذات همزة القطع إذا وقعت في درج الكلام، فهم يلفظون هذه الكلمات
put it on
موصولة معا بدون أن تكون هناك علامة للوصل، كما كان يفعل العرب قبل أن اصطلحوا على كتابة علامة الوصل، فتكون الحروف العربية من هذه الجهة أتم من الحروف الإفرنجية ... والشأن هنا ليس في اختصار الكتابة بل في ضبطها، وما كان أحراهم لو كانوا يتوخون الاختصار في الكتابة أن يتركوا الحروف الكثيرة التي يكتبونها ولا يقرءونها - ولا سيما في اللغة الإنكليزية - بحجة أنها كانت في وقت ما ملفوظة، فهي في كلماتهم كالأعضاء الأثرية في جسم الحيوان. وكانت القراءة عندهم مع هذه الزيادات على طريقة «انظر وقل»
look and say
أي إنهم يقرءون بدون أن يتنبهوا لكل حرف من حروف الكلمة؛ بل يرون لها صورة مجملة، كما أن من ينظر إلى أخيه لا يدقق نظره في شكل عينيه وحاجبيه وتقاطيع وجهه، بل يرى له صورة مجملة تنطبق على الصورة الكلية التي في ذهنه. ولسنا ننكر عليهم أن القارئ الحاذق في كل لغة يقرأ الكلمات ولا يتهجى الحروف، فقد تكون الكلمة مغلوطا فيها بزيادة أو نقصان فيقرؤها على الوجه الصحيح بدون أن يتنبه إلى ما فيها من الغلط ، وهذا من غرائب النظر، فقد يصور لك الأشياء بغير صورتها، يريك الصحيح خطأ، والخطأ صحيحا، والصغير كبيرا، والكبير صغيرا، وهذا سر أكثر ما يقع من الأغلاط المطبعية.
Página desconocida