Música y canto en los árabes
الموسيقى والغناء عند العرب
Géneros
قال: حدثني بعض أصحابنا قال: كنا في دار أمير المؤمنين الرشيد فصاح بالمغنين: من فيكم يعرف أن يغني بشعر الأعشى:
وكعبة نجران حتم عليك
حتى تناخي بأبوابها
فبدرهم إبراهيم الموصلي فقال: أنا أغنيه، وغناه فجاء بشيء عجيب، فغضب ابن جامع وقال لزلزل: دع العود أنا من جحاش وجرة لا أحتاج إلى بيطار، ثم غنى الصوت فصاح به مسرورا ثلاث مرات: أحسنت يا أبا القاسم. (23) بين معبد وابن سريج
في «الأغاني» (ج8، ص147): ذكر أن الصنعة لبعض من كثرت دربته بالغناء، وعظم علمه، وأتعب نفسه حتى جمع النغم العشر في هذا الصوت، وذكر أن طريقته من الثقيل الأول، وأنه ليس يجوز أن ينسبه إلى إصبع مفردة، إلا أن ابتداءه على المثنى مطلقا، ثم بسبابة المثنى، ثم وسط المثنى، ثم بنصر المثنى، ثم خنصر المثنى، ثم سبابة الزبر ثم وسطاه ثم بنصره، ثم خنصره، ثم النغمة الحادة وهي العاشرة.
وفيه (لابن محرز) ثاني ثقيل مطلق في مجرى البنصر، وفيه (لابن الهرمز) رمل بالوسطى (عن عمرو)، وهذا الصوت من الثقيل الثاني، وهو الذي ذكر إسحاق في كتاب «النغم وعللها» أن لحن ابن محرز فيه يجمع ثمانية من النغم العشر، وأنه لا يعرف صوتا يجمعها غيره، وأنه يمكن من كان له «علم ثاقب» بالصناعة أن يأتي في صوت واحد بالنغم العشر بعد تعب شديد ومعاناة شديدة.
وذكر عبيد الله أن صانع هذا الصوت الذي كنى عنه فعل ذلك، وتلطف له حتى أتى بالنغم العشر فيه متوالية من أولها إلى آخرها، وأتى بها في الصوت الذي بعده، متفرقة على غير توال إلا أنها كلها فيه.
وذكر أن ذلك أحسن مسموعا وأحلى، وحكى ذلك عن يحيى بن علي بن يحيى في كتاب النغم.
وإذ فرغت من حكاية ما ذكره وحكاه عبيد الله في نسبة هذا الصوت، فقد ينبغي ألا أجري الأمر فيه على التقليد، دون القول الصحيح فيما ذكره وحكاه.
والذي وصفه من جهة النغم العشر متوالية في صوت واحد، لا حقيقة له، ولا يمكن أحدا بتة أن يفعله، وأنا أبين العلة في ذلك على تقريب إذ كان استقصاء شرحها طويلا، وقد ذكرته في رسالة إلى بعض إخواني في علل النغم، وشرحت هناك العلة بأنه قسم الغناء قسمين وجعله على مجريين: الوسطى والبنصر، دون غيرهما؛ حتى لا تدخل واحدة منهما على صاحبتها في مجراها قرب مخرج الصوت، إذا كان على الوسطى منه أو إذا كان على البنصر، وشبهه به، فإذا أراد مريد إلحاق هذا بهذا لم يمكنه بتة على وجه ولا سبب، ولا يوجد في استطاعة حيوان أن يتلو إحداهما بالأخرى، وإذا أتبعت إحداهما بالأخرى في ناي أو آلة من آلات الزمر انفصلت إحداهما من الأخرى، وإنما قلت النغم في غناء الأوائل لأنهم قسموها قسمين بين هاتين الإصبعين فوجدوها إذا دخلت إحداهما مع الأخرى في طريقتها، لم يمكن ذلك إلا بعد أن يفصل بينهما بنغم أخرى للسبابة والخنصر يدخل بينهما، ثم لا يكون ذلك الغناء ذا ملاحة ولا طيبا للمضادة في المجريين، فتركوه ولم يستعملوه.
Página desconocida