Prados de oro y minas de gemas
مروج الذهب ومعادن الجوهر
ثم تليهم مملكة قيلة وماحوت المدينة منها مسلمون، وماحولها من العمائر والضياع نصارى، ويقال لملكهم في هذا الوقت المؤرخ به كتابنا هذا عنبسة الأعور، وهو مأوى اللصوص والصعاليك والدعار. ثم تلي هذه المملكة مملكة الموقان، وهي التي قدمنا ذكرها، وأنها متغلب عليها، وأنها مضافة إلى مملكة شروان شاه، وليس هذا البلد المعروف بالموقانية هو الملك الذي على ساحل بحر الخزر، وقد كان محمد بن يزيد المعروف بشروان شاه في هذا الوقت ملك الإيران شاه هو ومن سلف من آبائه، وكان ملك شروان شاه علي بن الهيثم، فلما هلك علي تغلب محمد على شروان شاه على حسب ما ذكرنا آنفا، بعد أن قتل عمومة له واحتوى على ما ذكرنا من الممالك ، وله قلعة لا يذكر في قلاع العالم أحسن منها في جبل القبخ. وللباب أخبار كثيرة من أخبار الأبنية العجيبة التي بناها كسرى بن قباذا بن فيرور وهو أبو كسرى أنو شروان في الموضع المعروف بالمسقط من المدينة بالحجارة والحيطان التي بناها ببلاد شروان المعروف بسور الطين وسور الحجارة المعروف بالبرمكي وما يتصل ببلاد برذعة أعرضنا عن ذكرها إذ كنا قد أتينا على ذلك فيما سلف من كتبنا.وأما نهر الكر فيبتدىء من بلاد خزران من مملكة جرجين، ويمر ببلاد أبخازحتى يأتي ثغر تفليس، ويشق في وسطه، ويجري في بلاد السياوردية حتى ينتهي على ثمانية أميال من بردعة، ويجري إلى برداج من أعمال برذعة ثم يصب فيه مما يلي الصنارة نهر الرس، ويظهر من أقاصي بلاد الروم من نحو مدينة طرابزنده حتى يجيء إلى الكر، وقد صار فيه نهر الرس، يصب في بحر الخزر، ويجري الرس بين بلاد البدين وهي بلاد بابك الخرمي من أرض أذر بيجان وجبل أبي موسى من بلاد الران، ويمر ببلاد ورثان، وينتهي إلى حيث وصفنا، وقد أتينا على وصف هذه الأنهار أيضا، والنهر المعروف بأسبيذروج وتفسير ذلك النهر الأبيض على التقديم والتأخير بين اللغتين وهي الفارسية والعربية، وممره وجريانه في أرض الديلم نحو قلعة سلار، وهو ابن أسوار الديلمي بعض ملوك الديلم وقد ظهر في هذا الوقت المؤرخ به كتابنا تغلب بلاد أربيجان ثم يمر هذا النهر من الديلم إلى الجيل، ويصب فيه نهر آخر في بلاد الديلم، يقال له: شاهان روذ، فينتهي مصب الجميع إلى بحر الجيل، وهو بحر الديلم والخزر وغيرهم ممن ذكرنا من الأمم المحيطة بهذا البحر، وعلى هذه الأنهار أكثر هؤلاء الديم والجيل الذين قد ظهروا وتغلبوا على كثير من الأرض.فإذ قد قدمنا من أخبار بلاد جبل القبخ وما فيه وما حوله من الأمم وأخبار الباب والأبواب وبحر الخزر.
ملوك العالم
فلندكر الآن ملوك السريان، وهم أول من يعد في كتب الزيجات والنجوم والتواريخ القديمة من ملوك العالم، ثم ملوك الموصل ونينوى، ثم ملوك بابل وهم الذين عمروا الأرض، وشقوا الأنهار، وغرسوا الأشجار، وطعموا الثمار، ومهدوا الوعر، وسهلوا الطريق، ثم نتبع ذلك بالفرس الأولى، وهم المعروفون بالخذاهان إلى ملك أفريدون، ثم الإسكان إلى دارا وهو داريوس بن دارا وهم السكنون ثم ملوك الطوائ، ثم الفرس الثانية، ثم اليونانين، ثم الروم ونذكر من يتلوهم من ملوك العرب والأمم والسودان ومصر والإسكندرية و غير ذلك من بقاع الأرض إن شاء الله تعالى.
ذكر ملوك السريانيين ولمع من أخبارهم
ذكر أهلى العناية بأخبار ملوك العالم أن أول الملوك ملوك السريانيين بعد الطوفان، وقد تنوزع فيهم و في النبط: فمن الناس من رأى أن السريانيين هم النبط، ومنهم من رأى أنهم إخوة لودماش بن نبيط، ومنهم من رأى غيرذلك و كان أول من ملك منهم رجل يقال له إشوسان وكان أول من وضع التاج على رأسه في تاريخ السريانيين والنبط، وانقادت له ملوك الأرض، وكان ملكه ست عشرة سنة باغيا في الأرض، مفسدا للبلاد، سفاكا للدماء.ثم ملك ولد له يقال له بربر وكان ملكه إلى أن هلك عشرين سنة. ثم ملك سماسير بن آوت، سبع سنين.ثم ملك بعده هريمون عشر سنين، خط الخطط، وكور ألكور، وجد في أمره، وإتقان ملكه، وعمارة أرضه، فلما استقامت له الأحوال وانتظم له الملك بلغ بعض ملوك الهند ما عليه ملوك السريانيين من القوة وشدة العمارة، وأنهم يحاولون الممالك، وقد كان هذا الملك من ملوك الهند غالبا على ما حوله من ممالك الهند، وانقادت إلى سلطانه، ودخلت في أحكامه، وقيل:إن مكله كان مما يلي بلاد السند والهند، فسار نحو بلاد بسط وغزنين ولعس وبلاد الداور على النهر المعروف بنهر الهرمند، وهو نهر سجستان ينتهي جريانه على أربع فراسخ منها، وهذا النهر عليه أهل سجستان وضياعهم ونخلهم وجبالهم ومنتزهاتهم في هذا الوقت، وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة، وهذا النهريعرف بنهر بسط، وتجري يه السفن من هناك إلى سجستان فيها الأقوات وغير ذلك ومن بسط إلى سجستان نحو من مائة فرسخ، وبلاد سجستان هي بلاد الرياح والرمال، وهو البلد الموصوف بأن الريح به تدير الأرحية وتسقي الماء من الآبار وتسقي الجنان، وليس في الدنيا بلد والله آعلم أكثر منه اتسعمالا للرياح.
نهر الهرمند
Página 89