يزيد: كتب لأهل المدينة «١»: أما بعد، فإن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. وإنى والله لقد لبستكم فأخلقتكم، ورفقت بكم فأخرقتكم، ثم وضعتكم على رأسى ثم على عينى ثم على فمى ثم على بطنى، وأيم الله لئن وضعتكم تحت قدمى لأطأكم وطأة أقل بها عددكم وأذل بها غابركم، وأترككم أحاديث تنسخ فيها أخباركم مع أخبار عاد وثمود.
ابنه معاوية: أما بعد، أيها الناس، فإن هذه الخلافة حبل الله نازعها يزيد بن معاوية ابن بنت رسول الله ﷺ فنضب عمره، وانبتر عقبه، وإنى لم أذق حلاوتها، ولا أتقلد لكم مرارتها.
فدونكم وإياها متروكة ذميمة.
عبد الملك «٢»: خطب بالمدينة فقال: يا معشر قريش، وليكم عمر بن الخطاب فكان مغلظا لكم مضيّقا عليكم فسمعتم له وأطعتم، ثم وليكم عثمان فكان سمحا كريما فقتلتموه، وبعثنا إليكم مسلما «٣» فقتلكم يوم الحرة، فنحن نعلم أنكم لا تحبوننا أبدا وأنتم تذكرون يوم الحرة، ونحن لا نحبكم أبدا ونحن نذكر مقتل عثمان.
المنصور «٤»: بعد قتل أبى مسلم: أما بعد، أيها الناس، فإنه
1 / 69