وذلك أنه بلغني أنه كان عند محمد بن زهير صاحب الشرطة يشرب حتى إذا بلغ إلى نهاية من سكره وكان إذا سكر لم يفق إلاّ بإِنشاد الشعر فأمر محمد بن زهير خيار بن محمد الكاتب أن ينشد أبا نواس فأنشده خيار أبياتًا أبو نواس قائلها وادعاها خيار وهي:
صَاحَ ما لي وللرسومِ القِفارِ ... ولنعتِ المطّيّ والأكوارِ
شَغَلتني المُدامُ، والقصف عنها ... وقراع الطُّنبُورِ والأوتارِ
ومضى في الشعر فوثب أبو نواس فتعلق به وبركا قدام محمد بن زهير وأنشأ يقول:
أعِدْني يا محمدُ بِنْ زهير ... يا عذابَ اللّصُوصِ والدعارِ
يَسرقُ السارقونَ لَيلًا، وهَذا ... يسرقُ الناس جهرةً بالنهارِ
صَار شِعْري قَطيعة لخيارِ ... لِم؟ لماذا؟ لِقلة الأشْعارِ
قل له فليغر على شعر حماد ... أخي الفتك أو على بَشارِ
1 / 136