وروى ابن قتيبة لبعض الأغفال:
أجارةَ بَيْتينا أبُوك عَسُوفُ ... ومَيْسورُ ما يُرْجَى لدَيك طَفيفُ
فإِنْ كُنْت لا حِلمًا ولا أنتِ زَوْ ... جَة، فَلا بَرَحتْ دُوني لَديك سُجوفُ
وَجَاورتُ قومًا لا يُجاورَ بَينهم ... وَلا وَصْلَ إِلا أَنْ يَكُونَ وُقُوفُ
وذكر أن أبا نواس أخذه منه وما أظن أن أبا نواس يرضى لنفسه مثل هذا وهو لا يعجز عن قول مثل هذا الكلام، وابن قتيبة يذكر أنه لبعض الأغفال وإذا جهل قائله جهل زمانه والأجمل أن يظّن به أنه لمتأخر أخذ من أبي نواس والتأخر فيه بين في شعره، ألا ترى أن الغيرة أشبه ها هنا من العسف وأنّ الميسور مع المعسور أليق بجودة الصنعة من الطفيف فأما سجوف وستور فمتقاربان، وقوله:) ولا وصل إلا أن يكون وقوف (يسود في هذا الموضع أوضح معنى وأجود في الصنعة فكيف يكون من أبي نواس مثل هذا، وهو ينكر من غيره ويستعدي عليه من مثل هذا،
1 / 135