قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يزال المؤمن خائفا من سوء العاقبة لا يتيقن الوصول إلى رضوان الله حتى يكون وقت نزوع روحه وظهور ملك الموت له.
صدق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وصدق آله الطاهرون، قال الله - سبحانه -: ﴿فمستقر ومستودع﴾</a> (١).
NoteV00P054N٦٩ وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): الإيمان منه المستقر الثابت في القلوب، ومنه العواري بين القلوب والصدور (٢).
فالمستقر لا يزول، والمستودع لابد من ارتجاعه ولو قبل خروج الروح بلحظة.
وأصل هذا الأمر ما روي عنهم «صلوات الله عليهم» في الحديث المشهور من أخذ العهد والميثاق على بني آدم في الذر حين قال الله - سبحانه - لهم:
(ألست بربكم) ومحمد نبيكم، وعلي إمامكم، والأئمة من ذريته أئمتكم؟
﴿قالوا: بلى﴾</a> (٣) (٤).
فمنهم من أقر بلسانه وقلبه، فذلك إيمانه مستقر به لا يموت إلا على الإيمان وإن ظهر منه غيره أيام حياته.
NoteV00P054N٧٠ وهو الذي قال مولانا زين العابدين (عليه السلام) في دعائه: فمن كان من أهل السعادة ختمت له بها (٥).
ومنهم من أقر بلسانه دون قلبه، فهذا إن ظهر على لسانه في الدنيا الإيمان وعلى جوارحه فهو مستودع مستعار، لا يموت حتى يرجع إلى ما كان عليه أولا في الذر.
قال - سبحانه -: ﴿فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل﴾</a> (6) إشارة إلى تكذيبه بقلبه يوم قال (ألست بربكم) (7). هكذا روي معناه:
Página 54