1927: Selecciones narrativas de Ryunosuke Akutagawa
١٩٢٧: مختارات قصصية لريونوسكيه أكوتاغاوا
Géneros
غادرت بيت حماتي، ثم مشيت داخل غابة الصنوبر التي لا يتحرك فيها غصن واحد من أغصانها وأنا أقع في الاكتئاب ببطء، ترى لماذا لم تذهب تلك الطائرة إلى مكان آخر ومرت فوق رأسي أنا؟ كذلك لم لا يبيع ذلك الفندق إلا سجائر من نوع إيرشيب؟ كنت أمشي وأنا أختار الطرقات التي لا أثر لبشر فيها وأنا أعاني من تساؤلات عديدة.
كان سطح البحر غائما بلون رمادي على الجانب الآخر من جبل رملي منخفض، ثم تنتصب كذلك قاعدة أرجوحة بدون أرجوحة عند الجبل الرملي، تأملت قاعدة الأرجوحة تلك، ثم تذكرت على الفور قاعدة الإعدام شنقا، وفي الواقع كان يقف أيضا غرابان أو ثلاثة غربان فوق قاعدة الأرجوحة، لم يظهر الغربان أي بوادر للطيران حتى بعد أن رأتني، ليس هذا فقط، بل لقد أطلق الغراب الأوسط بينهم أربع صياحات وهو يرفع منقاره الكبير في الهواء.
قررت أن أنعطف في طريق ضيقة ذات فيلات كثيرة بمحاذاة السد الترابي الذي ذبلت أعشابه. يفترض أن يقف شامخا في الجانب الأيمن من هذا الطريق الضيق وكما هو متوقع وسط أشجار صنوبر عالية الارتفاع مبنى من طابقين ناصع البياض على الطراز الغربي مصنوع من الأخشاب. (كان أحد أصدقائي يطلق على ذلك البيت اسم «بيت الربيع») ولكن عندما مررت من أمام ذلك البيت، لم يكن ثمة شيء فيه إلا حوض حمام واحد فقط فوق قاعدة خرسانية، حريق! على الفور فكرت هكذا، ومشيت وأنا أحرص على عدم النظر في اتجاه ذلك البيت. وعندها اقترب مني رجل يركب دراجة أمامي مباشرة، كان يعتمر قبعة صيد بلون بني محروق، وينحني بجسده فوق المقود وهو ينظر لي بثبات نظرات مريبة، شعرت فجأة أن وجهه هو وجه زوج أختي الكبرى، ولذا قررت قبل أن يصل ذلك الرجل إلي أن أنعطف في حارة جانبية سريعا، ولكن كانت جثة متعفنة ملقاة ظهرها لأعلى وسط تلك الحارة الضيقة.
بدأ يساورني مع كل خطوة أخطوها أن الجميع يستهدفني. وعندها حجب الرؤية عن عيني ترس شفاف، وفي النهاية وأنا أخاف من أن تكون اللحظات الأخيرة لي قد اقتربت مشيت مرتفع القامة والعنق، ومع تزايد عدد التروس بدأت فجأة في الدوران باطراد، وفي نفس الوقت بدأت تبدو شفافة مثل قطع زجاج دقيق وهي تتفادى خفية أغصان غابة الصنوبر التي على اليمين، شعرت بازدياد نبض قلبي وحاولت أكثر من مرة أن أتوقف عن المشي على قارعة الطريق، ولكن حتى التوقف لم يكن أمرا سهلا وكأن أحدهم يدفعني من الخلف.
مرت ثلاثون دقيقة فقط، ثم ارتميت على ظهري في غرفتي بالطابق الثاني، وبقيت مغمض العينين أقاوم الصداع العنيف الذي أصابني، وعندها بدأت أرى خلف ظهري جناحا فضيا مطويا مثل حراشيف الأسماك، كانت تلك في الواقع شيئا منعكسا بوضوح تام فوق شبكية العين، فتحت عيني ونظرت عاليا إلى السقف، وبالطبع بعد أن تأكدت من عدم وجود شيء مثل هذا على السقف، قررت أن أغمض عيني مرة ثانية، ولكن كما هو متوقع كان الجناح الفضي ينعكس انعكاسا مؤكدا في وسط الظلام، تذكرت فجأة أن غطاء رادياتير السيارة التي كنت أركبها منذ فترة كان عليها صورة جناح.
وعندما أحسست أن أحدا ما يأتي صاعدا السلالم بسرعة ظاهرة، وجدته يهبط مرة ثانية على الفور بنفس السرعة، عرفت أنها زوجتي، وبمجرد أن اندهشت ونهضت من الفراش، ظهر وجه زوجتي في غرفة المعيشة المعتمة بالضبط أمام السلالم، ثم بدت زوجتي منهكة الأنفاس وظلت كما هي تنظر إلى الأرض، وكتفاها يهتزان. «ماذا حدث؟» «كلا، لم يحدث شيء».
أخيرا رفعت زوجتي وجهها لأعلى، وابتسمت بصعوبة ثم أكملت حديثها: «لا سبب لذلك، ولكنني أحسست فقط أنك على وشك الموت ...»
كانت تلك هي أكثر تجربة أصابتني بالرعب في حياتي كلها ... إنني لا أملك قوة لمواصلة الكتابة بعد هذا، إن الحياة بتلك المشاعر عذاب شديد لا يمكن التعبير عنه بالكلمات، أما من شخص يخنقني وأنا نائم لأموت في هدوء؟ ••• (العام الثاني من عصر شوا [1927م]، نص لم ينشر في حياة المؤلف.)
حوار في الظلام
1
Página desconocida