1927: Selecciones narrativas de Ryunosuke Akutagawa
١٩٢٧: مختارات قصصية لريونوسكيه أكوتاغاوا
Géneros
في ظهيرة يوم غائم ودافئ دفئا حيا، خرجت من بيتي إلى محل خردوات لشراء حبر، وعندها، كان الحبر المتراص في رفوف المحل بلون بني محروق فقط، كان الحبر باللون البني المحروق دائما يصيبني بالغثيان أكثر من أي حبر آخر، لم يكن أمامي حيلة إلا أن أترك ذلك المحل، ومشيت متسكعا بمفردي في الطريق الخالي تقريبا من المارة، فمر بجواري أحد الأجانب طويل القامة في حدود الأربعين من عمره يبدو أن لديه قصر نظر آتيا من الجهة المقابلة، كان ذلك الرجل سويديا مصابا بمرض جنون الاضطهاد يسكن هنا، بل وكان اسمه ستريندبرغ، عندما مر بجانبي أحسست باستجابة جسدية من نوع ما.
كان طول هذه الطريق فقط مائتين أو ثلاثمائة متر، أثناء مروري خلال المائتين أو الثلاثمائة متر تلك مر من جانبي كلب نصف وجهه أسود اللون أربع مرات، تذكرت ويسكي
Black and White
وأنا أنعطف في إحدى الحارات. ليس هذا فقط، بل تذكرت أن رابطة عنق ستريندبرغ السابق ذكره كانت باللونين الأبيض والأسود، ولم أستطع بأي حال التفكير أن تلك مجرد صدفة، إن لم تكن صدفة ... كنت أشعر كأن رأسي فقط هو الذي يسير، فتوقفت قليلا في وسط الطريق. كان أصيص زرع من الزجاج بلون قوس قزح خافت ملقيا داخل قفص النفايات الحديدي الذي على جانب الطريق، وكان ذلك الأصيص كذلك يبرز في قاعه تصميم يشبه الأجنحة، ثم هبط هناك عدد من العصافير من فوق أغصان الصنوبر وحطت عليه، ولكن عندما وصلت لقرب ذلك الأصيص طارت كل العصافير إلى السماء مرة واحدة وكأنها جميعا قد اتفقت على ذلك.
ذهبت إلى بيت أهل زوجتي، وجلست على مقعد الخيزران في مقدمة حديقة البيت، في ركن الحديقة تسير بهدوء دجاجات من نوع ليغهورن البيضاء داخل قفص حديدي ، ثم رقد بجانب قدمي كلب أسود، كنت على أي حال أتظاهر في مظهري الخارجي على الأقل بالبرود، وأتحدث مع حماتي وشقيق زوجتي حديثا اجتماعيا وأنا أتلهف الإجابة على سؤال لا يعرف أحد إجابته. «المكان هنا هادئ.» «ولكن هذا فقط مقارنة بطوكيو.» «وهل ثمة وقت تحدث ضوضاء هنا؟» «أوليس هذا المكان جزءا من هذا العالم؟»
قالت حماتي ذلك ثم ضحكت، وفي الواقع لم يكن ثمة خلاف على أن هذا المصيف جزء من «هذا العالم»، ولقد كنت أعلم علما تاما إلى أي مدى حدثت مآس وجرائم شريرة هنا أثناء عام واحد فقط. طبيب حاول أن يقتل مريضا بالسم البطيء، عجوز أحرقت منزل ابنها بالتبني وزوجته، محام حاول سلب ثروة أخته الصغرى ... عندما كنت أنظر إلى بيوت هؤلاء لم يكن ثمة فرق بينها وبين رؤية الجحيم في حياتي دائما. «ثمة مجنون يسكن في هذه البلدة.» «تقصد الآنسة «ه»، كلا إنها ليست مجنونة، ولكنها أصيبت بالعته فقط.» «هل هذا ما يسمى الخرف المبكر؟ إنني كلما أراها أشعر بغثيان لا يحتمل، إنها في آخر مرة ولسبب لا أعرفه كان تلقي تحية الانحناء أمام تمثال الإلهة كانون.» «كيف تصاب بالغثيان؟ ... يجب أن تكون أكثر قوة.» «إن شقيق زوجتي أكثر مني قوة.»
نهض شقيق زوجتي من فوق فراشه ولحيته قد طالت قليلا، واشترك في حديثنا على استحياء كما هي عادته دائما. «إن الأقوياء أيضا لديهم نقاط ضعف.» «كفى، كفى، إن هذا مزعج.»
ولم يكن أمامي عندما نظرت إلى حماتي التي قالت ذلك، إلا الابتسام المرير، وعندها تأمل شقيق زوجتي غابة الصنوبر البعيدة خلف السور الشجري وهو يبتسم، واستمر في الحديث شارد الذهن. (كان شقيق زوجتي الشاب المريض هذا يبدو لي في بعض الأحيان كروح خالصة خرجت من الجسد). «عندما تعتقد أنه ابتعد تماما عن البشر، تجد أن الشهوات البشرية ما زالت قوية وعنيفة ...» «ومن كنت تعتقده إنسانا خيرا، تجده شريرا.» «كلا، ليس الخير والشر، بل شيء على النقيض منهما ...» «حسنا، أليس داخل الشخص البالغ طفل؟» «كلا، ليس كذلك. أنا لا يمكنني القول بوضوح، ولكن ... ألا يشبه قطبي الكهرباء؟ على أي حال فهو امتلاك الأضداد معا.»
ووقتها تردد صوت طائرة عنيف أصابنا بالدهشة، نظرت بدون وعي إلى السماء، فاكتشفت طائرة تطير بارتفاع منخفض تكاد تلمس أغصان الصنوبر، كانت طائرة وحيدة الجناح من نوع نادر وقد دهن جناحها بلون أصفر ... اندهش الكلب والدجاج لصدى الصوت، وهرب كل منهم في كل الاتجاهات، خاصة الكلب أخذ ينبح ويلف ذيله ثم دخل تحت حافة البيت. «هل تسقط تلك الطائرة؟» «لا تقلق ... هل تعلم مرضا اسمه مرض الطائرات؟»
هززت رأسي وأنا أشعل النار بسيجارتي بديلا عن قول «كلا». «لقد سمعت أن من يركب مثل هذه الطائرات، يبيت غير قادر على احتمال هواء هذه الأرض تدريجيا لأنه يتنفس فقط الهواء أعلى السماء ...»
Página desconocida