1927: Selecciones narrativas de Ryunosuke Akutagawa
١٩٢٧: مختارات قصصية لريونوسكيه أكوتاغاوا
Géneros
وقفت بلا حراك في الطريق، انتظرت مرور تاكسي، ولكن لم يمر تاكسي بسهولة. ليس هذا فقط، بل ما يمر صدفة كان بالضرورة سيارة صفراء. (لسبب ما كانت تلك التاكسيات الصفراء تسبب لي حوادث مرورية عادة) وأثناء ذلك، عثرت على سيارة خضراء ذات الفأل الحسن، وتوجهت على أي حال إلى مستشفى الأمراض النفسية بالقرب من مقابر أوياما. «شيء يغيظ،
tantalizing - Tantalus - Inferno ...»
في الواقع لقد كنت أنا شخصيا تانتالوس وأنا أتأمل الفاكهة خلف الباب الزجاجي. ظللت أتأمل ظهر السائق بثبات وأنا ألعن جحيم دانتي الذي برز أمام عيني مرة ثانية. وأثناء ذلك بدأت أشعر مجددا أن العديد من الأمور هي كذب صريح. السياسة، التجارة، الفنون، العلوم ... جميعها بالنسبة لشخص مثلي لا تعد أن تكون إلا مجرد طلاء خزفي بألوان مبرقشة يخفي حياتي المرعبة. شعرت تدريجيا بالاختناق، ففتحت نافذة التاكسي وتركتها مفتوحة، ولكن لم يذهب شعور الانقباض من قلبي.
أخيرا بدأ التاكسي الأخضر يسير أمام معبد جينغو. يفترض أن مستشفى الأمراض النفسية تقع عند الانعطاف في حارة جانبية هنا، ولكن لسبب ما لم أستطع أن أتعرف عليها اليوم فقط. ثم بعد أن جعلت التاكسي يروح ويجيء عدة مرات بمحاذاة سكة القطار، يئست أخيرا وقررت النزول من التاكسي.
وأخيرا عثرت على تلك الحارة ، فانعطفت في طريق ممتلئ بالطين. ثم أخطأت الطريق في غفلة مني، فوصلت إلى أمام قاعة مراسم أوياما. كان ذلك مبنى لم أمر من أمام بوابته تلك منذ مراسم عزاء الأستاذ ناتسوميه أي منذ تقريبا عشر سنوات مضت. لم أكن سعيدا كذلك من عشر سنوات، ولكن على الأقل كنت في حالة سلام نفسي. تأملت الساحة التي فرشت بالحصى بعد البوابة، وأنا أتذكر شجر الموز في متحف الأستاذ ناتسوميه المسمى «سوسيكي سانبو»، ولم يكن بوسعي إلا أن أشعر أن تلك نهاية مرحلة من حياتي. ليس هذا فقط، بل لم يكن بوسعي إلا أن أشعر أن شيئا ما هو الذي أتى بي أمام هذه المقبرة في السنة العاشرة.
بعد أن خرجت من بوابة مستشفى الأمراض النفسية تلك، ركبت سيارة أخرى، وقررت الرجوع إلى الفندق السابق، ولكن عندما نزلت أمام مدخل ذلك الفندق، كان هناك رجل يرتدي معطفا واقيا من المطر يتشاجر مع عامل الفندق. مع عامل الفندق؟ كلا لم يكن عاملا بالفندق، بل كان عامل السيارات الذي يرتدي زيا أخضر. شعرت بنذير شؤم من الدخول إلى الفندق، ولذلك رجعت سريعا للطريق الذي جئت منه.
عندما وصلت إلى شارع غينزا، كان الوقت قد اقترب من الغروب تقريبا. ولم يكن بوسعي إلا أن أشعر بكآبة شديدة من المحلات المتراصة على جانبي الطريق ومن كثرة المارة به. وبصفة خاصة كان من أسباب حنقي سير هؤلاء المارة بخفة ورشاقة وكأنهم لا يقترفون الذنوب. أخذت أسير ناحية الشمال بلا نهاية وسط إضاءة أعمدة إنارة الطريق المختلطة بلمبات النيون الكهربائية المعتمة. وأثناء ذلك، وقعت عيني على مكتبة لبيع الكتب تتراص عندها أعداد كبيرة من المجلات. دخلت تلك المكتبة، ونظرت عاليا إلى عدد من رفوف الكتب وأنا شارد الذهن. ثم بعد ذلك قررت أن ألقي نظرة على كتاب بعنوان «الأساطير اليونانية». كان كتاب «الأساطير اليونانية» ذو الغلاف الأصفر هذا على ما يبدو مخصصا للأطفال، ولكن السطر الذي قرأته فيه صدفة أصابني في مقتل. «حتى زيوس أعظم الآلهة، لا يقدر على إله الانتقام ...»
رجعت للسير وسط زحام المارة تاركا تلك المكتبة خلفي. وأنا أشعر بإله الانتقام يسير خلفي محاولا استهدافي بلا انقطاع كلما انعطفت في طريق ... (3) ليل
عثرت على كتاب ستريندبرغ «الأسطورة» في رفوف الكتب بالطابق الثاني من مكتبة ماروزن، وألقيت وتصفحت منه صفحتين أو ثلاثة، وكان المكتوب في ذلك الكتاب تجارب لا تختلف كثيرا عن تجارب حياتي. ليس هذا فقط، بل كان الغلاف باللون الأصفر. أرجعت «الأسطورة» إلى رف الكتب، وبعد ذلك سحبت كتابا سميكا وقع تحت يدي صدفة تقريبا، ولكن كان رسم في ذلك الكتاب تصطف به تروس لها عيون وأنوف لا تختلف عنا نحن البشر. (كان كتابا يجمع اللوحات التي رسمها المرضى النفسيون في ألمانيا) فأحسست في لحظة بحدوث تمرد نفسي داخل الاكتئاب، ورحت أفتح كتبا عديدة مثل مدمن القمار الذي سيطر عليه اليأس، ولكن لسبب مجهول اختبأت بضع إبر بالضرورة في كل كتاب بين الفصول أو بين الرسوم. كل كتاب؟ ... حتى في الوقت الذي أمسكت فيه برواية «مدام بوفاري» التي قرأتها مرات ومرات، أحسست في النهاية أنني لست إلا مسيو بوفاري من الطبقة البورجوازية.
ويبدو أنه لم يبق زبائن في الطابق الثاني من ماروزن إلا أنا فقط، مع اقتراب غروب الشمس تنقلت تائها بين رفوف الكتب تحت إضاءة المصباح الكهربائي. وبعد ذلك توقفت قدماي أمام رف يعلوه لافتة كتب عليها «الأديان»، فتصفحت كتابا بغلاف أخضر. في ذلك الكتاب تراصت كلمات في الفهرس أن الفصل الفلاني هو «أربعة أعداء مخيفون، الشك والخوف والكبر والشهوة الحسية.» وبمجرد أن رأيت تلك الكلمات، أحسست أن التمرد النفسي ازداد أكثر. لم تكن تلك الأشياء التي وصفت بأنها أعداء، إلا أسماء مختلفة للحساسية والعقلانية بالنسبة لي. ولكنني لم أستطع في النهاية احتمال أن علم النفس التقليدي يسبب لي التعاسة مثله مثل علم النفس الحديث. فجأة تذكرت وأنا أمسك ذلك الكتاب اسم «فتى شولينغ» الذي أستخدمه اسما للكتابة. إن هذا الاسم يشير إلى حكاية شاب صيني في كتاب «هان فيي زي» ذهب لكي يتعلم طريقة المشي في مدينة هاندان، فنسي طريقة مشي مدينته الأصلية شولينغ قبل أن يتعلم طريقة مشي مدينة هاندان، مما أدى به أن يرجع إلى مسقط رأسه زحفا على أربع. ولا شك أنني أعد حاليا في عين أي شخص «فتى شولينغ»،
Página desconocida