1927: Selecciones narrativas de Ryunosuke Akutagawa
١٩٢٧: مختارات قصصية لريونوسكيه أكوتاغاوا
Géneros
كان الأحمق الذي بلغ من العمر خمسة وثلاثين عاما يسير وسط غابة صنوبر تسطع عليها شمس الربيع، وهو يتذكر كلمات كتبها بنفسه منذ سنتين أو ثلاث سنوات تقول: «ومن التعاسة أن الآلهة لا تستطيع الانتحار مثلنا.» (43) ليل
بدأ الليل يقترب مرة أخرى، ويرسل البحر الهائج رذاذه العالي المتطاير في العتمة بلا انقطاع. تحت هذه السماء، تزوج الأحمق من زوجته للمرة الثانية، وكانا سعيدين بذلك، ولكن في نفس الوقت كانا في معاناة أيضا. كان أطفالهما الثلاثة يتأملون معهما البرق فوق سماء البحر. احتضنت زوجته أحد الأطفال، وبدا أنها تقاوم الدموع. «ترى على البعد سفينة، أليس كذلك؟» «أجل!» «السفينة التي كسرت ساريتها إلى نصفين.» (44) موت
لحسن حظه كان الأحمق ينام وحده، فقرر أن يحاول الموت بشنق نفسه بربط حزام في أسياخ النافذة الحديدية، ولكنه عندما وضع الحزام حول عنقه، بدأ فجأة يخاف من الموت، لم يكن خوفه بسبب المعاناة من لحظة الموت مطلقا. في المحاولة الثانية حمل الأحمق ساعة الجيب، وقرر أن يجرب قياس وقت شنقه لنفسه، وعندها، بعد أن اختنق قليلا، بدأ كل شيء يصير ضبابيا. إن تخطى فقط تلك المرحلة مرة، لا ريب أنه سيدخل عالم الموت، فحص عقارب الساعة، فاكتشف أن إحساسه بالاختناق كان لمدة دقيقة وعشرين ثانية. كان المكان خارج النافذة الحديدية غارقا في ظلام حالك، ولكن في وسط ذلك الظلام سمع أيضا صوت دجاج صاخب. (45) الديوان
Divan
مرة أخرى كان كتاب الديوان على وشك أن يعطي لقلب الأحمق قوة جديدة، كان ذلك «غوته الشرقي» الذي ظل الأحمق لا يعرف عنه شيئا، نظر الأحمق إلى غوته الذي يقف بشجاعة على الجانب الآخر من مختلف أنواع الخير والشر ، فشعر بغيرة قريبة من اليأس، كان غوته الشاعر في عين الأحمق أكثر عظمة من المسيح الشاعر، لقد تفتح في قلب ذلك الشاعر حتى الورد العربي بخلاف أكروبوليس وجبل الجمجمة. آه لو كان الأحمق يملك قدرا من القوة والطاقة لكي يتبع خطوات أقدام ذلك الشاعر! أنهى الأحمق قراءة الديوان، وبعد أن هدأت مشاعر التأثر العنيف، لم يستطع إلا أن يصب احتقاره على ذاته التي ولدت غارقة في الحياة المعيشية مثل الخصيان. (46) كذب
لقد سبب انتحار زوج شقيقة الأحمق له صدمة نفسية مفاجئة؛ فقد كان يجب عليه أن يرعى كذلك شئون عائلة شقيقته، كان المستقبل على الأقل بالنسبة له معتما مثل غروب الشمس، ومع ذلك ظل الأحمق بلا أي تغيير مستمرا في قراءة أنواع مختلفة من الكتب، وهو يشعر بما يقرب من ابتسامة برود تجاه انهياره النفسي (إن الأحمق يعلم تماما العلم بكل ضعف وكل شر داخله)، ولكن حتى كتاب روسو الاعترافات كان يمتلئ تماما بالكذب البطولي، وبصفة خاصة عندما وصل إلى قراءة «حياة جديدة»،
6
لم يسبق للأحمق أن قابل منافقا عتيد النفاق مثل بطل رواية «حياة جديدة»، ولكن شخصية فرانسوا فيون فقط هي التي استطاعت أن تتسلل إلى أعماق قلبه. اكتشف الأحمق وسط عدد من قصائد الشعر «ذكرا جميلا».
ولقد ظهر للأحمق في الحلم منظر فيون وهو ينتظر حكم الإعدام شنقا، لقد كان الأحمق على وشك الوقوع عدة مرات في قاع الدنيا مثل فيون، ولكن لم تكن ظروفه ولا قدراته الجسدية تسمح له بذلك، استمر جسد الأحمق يذبل ويضعف. بالضبط مثل أغصان الأشجار الواقفة الذابلة التي رآها سويفت في الماضي. (47) اللعب بالنار
كان لها وجه وضاء، بالضبط مثل سقوط أشعة شمس الصباح على جليد رقيق، كان الأحمق يحمل تجاهها مشاعر طيبة، ولكنه لم يشعر بالحب، ليس هذا فقط بل إنه لم يلمس جسدها بإصبع. «لقد سمعت أنك تريد أن تموت، حقا؟» «أجل ... كلا، لا أريد الموت، بل إنني مللت الحياة.»
Página desconocida