Selecciones de Cuentos Ingleses
مختارات من القصص الإنجليزي
Géneros
وهنا موضع التنبيه إلى أني من أهل الجنوب، ولكني لست كذلك بحكم المهنة أو الحرفة أو العادة. فأنا لا أتخذ رباط الحبل. ولا ألبس القبعة العريضة الحافة، ولا أبالي أكياس القطن التي أتلفها «شيرمان»، ولا أمضغ الطباق، وإذا عزفت الموسيقى «ديكسي» لم أهتف، وأتطامن على المقعد الجلدي وأطلب قدحا وآخر، وأتمنى لو أن - ولكن ما الفائدة؟
وضرب الماجور كازويل منضدة الحانة بجمع يده، فجاوبه المدفع الأول بقلعة «سانتر» ولما أطلق آخر قذائفه على «أبوماتوكس» انتعشت آمالي. ولكنه شرع يتحدث عن شجرة الأسرة، ويبين أن آدم ليس سوى فرع ثالث من فروع أبناء الأعمام في أسرة كازويل، وبعد أن فرغ من أمر هذا النسب تناول على كره مني وسخط، شئون أسرته الخاصة، فتكلم عن زوجته، ونماها إلى حواء، ونفى كل قول بأنها قد تكون ذات قرابة بأحد من الأرض.
وقد دعاني هذا إلى الاسترابة به، فكبر في ظني أنه يحاول بهذه الضوضاء أن يذهلني عن كونه هو الذي طلب الشراب، عسى أن أؤدي ثمنه عنه، ولكنه بعد أن شربنا رمى ريالا فضيا على المنضدة، فصار علي أن أسقيه كما سقاني، ففعلت وأديت الثمن واستأذنت في الانصراف، ومضيت بلا تمهل، فقد أضجرني فلم أعد أطيقه، على أنه قبل أن أنجو منه حدثني بصوت عال عن زوجته ودخلها وأراني حفنة من النقود الفضية.
وقال لي كاتب الفندق، وأنا آخذ مفتاحي منه: «إذا كان هذا الرجل - كازويل - قد أزعجك وكنت تحب أن تشكوه، فنحن مستعدون أن نقصيه عن المكان، فإنه عاطل مزعج وليست له وسيلة معروفة لكسب الرزق وإن كان يبدو معظم الوقت ومعه شيء من المال. ولكنا لا نهتدي إلى ما نتكئ عليه لطرده.»
فقلت بعد تفكير: «كلا لست أرى سبيلا إلى الشكوى، ولكني أحب أن يروى عني أني أقرر أني لا أحب صحبته.» ثم أضفت إلى هذا «إن مدينتكم هادئة على ما يظهر، فأين يجد الغريب لهوا أو مغامرة أو ما هو من ذلك بسبيل خارج بابكم.»
فقال الكاتب: «سيكون هنا معرض يوم الخميس الآتي، وهو ... سأبحث وأبعث إلى غرفتك بالإعلان، مع الماء المثلج. عم مساء يا سيدي.»
وصعدت إلى غرفتي، ونظرت من النافذة، وكانت الساعة حوالي العاشرة ولكن الشارع كان ساكنا، وكانت السماء لا تزال تمطر، والأنوار تلمع هنا وهنا على مسافات بعيدة كالزبيب في الكعكة.
فقلت لنفسي: «مكان هادئ ليس فيه شيء من الحياة التي تكسب المدائن في الشرق والغرب، تلك البهجة وذلك التنوع - مدينة أعمال - حسنة، عادية، ساذجة.»
وتعد ناشفيل في طليعة المراكز الصناعية، ولها المرتبة الخامسة بين أسواق الأحذية في الولايات المتحدة، وفيها أكبر مصانع الحلواء في الجنوب، ولها تجارة عظيمة بالجملة في المنسوجات والأغذية والعقاقير.
ويجب أن أحدثك عن قدومي إلى ناشفيل كيف اتفق، وأن أؤكد لك أن هذا الاستطراد فيه من الإملال لي بقدر ما فيه لك: كنت ذاهبا إلى بلد آخر في شأن لي، فتلقيت من مجلة أدبية تصدر في الشمال رسالة تكلفني فيها أن أقف في ناشفيل، وأن أوجد صلة شخصية بين المجلة وبين سيدة تكتب إليها اسمها أزاليا أدير.
Página desconocida