La Imaginación de Khandaris: ¿Quién teme a Usman Bashri?
مخيلة الخندريس: ومن الذي يخاف عثمان بشري؟
Géneros
قال في حزن، وهو يعدل بنطاله الجديد: ماتت قبل أيام. شربت الأسبرت «المسموم».
وأضاف أنها كانت صغيرة العمر، أكبر بقليل من بنته نونو. - إذن، نونو أمها براها.
أجاب سريعا بأن نونو في الحقيقة ليست ابنته من صلبه، بل إنه تبناها، كانت ترعاها أمه، وتقيم معها في الزقاق. وجدها منذ أن كان عمرها يوما واحدا مرمية في إحدى المزابل، كادت تأكلها القطط والكلاب الضالة: كانت «بت حرام».
تخلصت منها والدتها خوفا من الفضيحة. - ظاهر إنو أما (أمها) من أسرة غنية شديد ...
لأنه وجد معها مائة جنيه كاملة وخاتم ذهب، قام بأخذها إلى أمه التي أرضعتها ورعتها. الحمد لله نجت من الموت. قال: إنها كانت جميلة زي القمر وسمينة ... لكن أكل الشوارع والعفن «أثر معاها».
قالت نونو الصغيرة، التي كانت تستمع للقصة في هدوء، بعد أن جلست قربه، بل التصقت به في غنج، مبعثرة خصلات شعرها المتوحشة على صدره، واضعة راحة كفها على فخذه الأيسر، ووجهها يكاد أن يلتصق بوجهه الجاف الخالي من الشعر، أزاحها عنه بعيدا بحركة لا إرادية، وهو متجاهلا النظر إليها كلية: الفكي ده راجلي (زوجي) أنا، مش أبوي، راجلي عدييييل كده!
كانت دهشتنا كبيرة، لدرجة أن بقا توقف عن اللعب مع الطفلين وانضم إلينا بعينين واسعتين. كان الفكي هادئا ولو أنه بدا مرتبكا بعض الشيء، قال: طبعا تزوجتها، عشان ما يقرب منها واحد من بتاعين الشوارع الصعاليك المعفنين ديل، الناس الما بترحم، الزواج سترة، مش كدا؟
قال له بقا وهو لا يستطيع أن يخفي غيظه: لكنها طفلة!
قال وهو ينظر إليها مبتسما: أنا أمي لمان ولدتني كانت أصغر منها بكثير، يا اخوي البت إذا نطت عتبة البيت، تشيل راجل قدر أبوها، والكلام ده معروف، ومن الأحسن تتزوج النسوان وهم صغار أحسن مما «يجلكنوا»، مش كده؟
قلت له: إن هذا عيب وغير صحيح، وإن البنت لا يكتمل نموها الجسدي والعقلي إلا بعد ثماني عشرة سنة على الأقل، والرجل الطبيعي، الشهم والإنساني لا يتزوج البنات القاصرات. أعرف أنني لم أجد اللغة المناسبة التي تجعله يفهم، وهو أيضا لم يجتهد ليفهم، كان يحملق في واضعا ابتسامته الغريبة الغبية في وجهه، فلم أعرف أنه كان سعيدا حقا أم يريد أن يبكي الآن! المهم أنه لفت نظري لكي أحملق لأول مرة في نونو حقيقة، وأتمعن في تفاصيلها، كان ثدياها صغيرين جدا، فارغين تماما، متدليان مثل كيسين من الجلد مبتلين بالماء. يتضح ذلك من خلال فستان الطفلات الذي اشترته لها أمي عندما كانت تظن أنها طفلة، وجهها طفلي، بعينها نزق وبريق لا يمكن فهمهما مطلقا، كانت شفتاها جافتين، وزنها لا يتعدى ثلاثين كيلو جراما، لها بطن صغير بارز قليلا ولا يتناسب مع حجمها. أكثر الأشياء غرابة فيها هو شعرها الغزير شديد السواد القذر الخشن، الذي يتبعثر على كتفيها يغطي جانبا كبيرا من ظهرها، بل يتدلى إلى ما دون الردفين، هذا إذا كانت تسمي تلك الجلدتان الباليتان ردفين! همست لي أمي ذات مرة: إن هذه البنت ذات أصول أجنبية، من جهة الأم أو الأب ، كثير من ملامحها تدل على ذلك، شوفى أنفها، شوفى شعرها. وقالت محرزة فجأة: أنا عرفت أهلها الحقيقيين، والله عرفتهم.
Página desconocida