Sociedad Civil y Cultura de la Reforma: Una Visión Crítica del Pensamiento Árabe
المجتمع المدني وثقافة الإصلاح: رؤية نقدية للفكر العربي
Géneros
حضارة الصناعة:
طاقة آلية متطورة مع توزيع لامركزي، نمط تنامي متسارع - فائض قيمة كبيرة من المخرجات الاقتصادية - علاقة كيفية جديدة بين الإنسان والطبيعة - فكر فلسفة الإرادة - الإنسان العام - كثافة أعلى من حيث التجمع والتفاعل بين العامة في الحضر والذي شكل أساسا لحركات اجتماعية جماهيرية.
هنا يبرز السؤال:
أين موقعنا من العالم من حيث الفعالية، فعالية إنتاج الوجود؟ ومن ثم تصور المستقبل.
هذه هي القضية المحورية في كتابي المشار إليه، ولكن بأساليب تناول مختلفة ومن زوايا متباينة.
إن جوهر أزمة المجتمعات العربية أنها أزمة غياب فعل التطوير الاجتماعي الحضاري، أو أزمة غياب إنتاج الوجود على مستوى منافس لحضارة العصر، وهي قضية امتدت قرابة خمسة قرون بالنسبة لبعض البلدان.
وحاولت الخروج عن السياق التقليدي في النظر إلى عصر ذهبي ولى، والزعم أن الفشل مرجعه أننا تنكبنا طريق السلف، وحاولت الخروج أيضا عن مقولة التحديث محاكاة للغرب في إطار الشكليات، ذلك أن الحداثة معيار متجدد ومتنوع والتحديث متعدد الآليات، وفعل ذاتي أصيل، إنه صناعة لا حيازة، وفعل ابتكاري متجدد، وثقافة تغيير وتكيف، ولنتذكر أن نهضة اليابان لم تكن محاكاة قصد التشبه، بل محاكاة قصد الندية والمنافسة.
القضية تطوير وتحول حضاري وليست تنمية، التنمية امتداد وتوسع وزيادة كمية على مستوى أفقي، أما التطوير فهو امتداد وتعزيز رأسي صاعد، أو تحول كيفي يفضي إلى نشوء أنماط وأشكال وعلاقات جديدة ولغة، أو فكر جديد.
التطوير الحضاري للمجتمع موقف من الحياة، ونمط سلوكي في الاستجابة للتحديات، وآلية تكيف في إطار المنافسة وصراع الوجود، والتكيف فعل اجتماعي إنتاجي مادي ومعرفي نحو هدف صاعد للانتقال بالمجتمع من مستوى أدنى إلى مستوى أعلى للطاقة والفعالية والتعقد والفهم والإبداع وفرص الاختيار، أو هو إجمالا الإنجاز في إطار معايير حضارة العصر.
ويمثل العلم روح حضارة العصر إنجازا فكريا وماديا تقانيا في تلاحم وتطور مطرد، ووجود مؤسسي وشبكي يعمل ويفكر في حرية على الصعيدين المحلي والعالمي، وأصبح العلم والتقانة بهذا المعنى هما قصبا السبق وأساس التغيير والإنجاز والتمايز وعماد التكيف والبقاء والصراع، ويقتضي التطوير الحضاري للمجتمع في عصر الصناعة والمعلوماتية وعصر اقتصاد المعرفة إطلاق مسارات طاقات جميع أبناء المجتمع وتوجيهها عبر مزيد من التنظيم الاجتماعي المعقد بهدف تعزيز الطاقة الإنتاجية وتنظيم المخرجات، ولهذا تمثل عملية التطوير إبداعا اجتماعيا ذاتي المنطلق وليست محصلة عوامل خارجية حصرا، وإنما تحمل خصوصيات ثقافة وبيئة وتاريخ المجتمع، وتحمل طبيعة الوعي الاجتماعي بالتحديات، وهي عملية إبداعية أيضا، لأن المجتمع يكتشف من خلالها إمكاناته الذاتية لابتكار الوسائل والحلول والأهداف.
Página desconocida