Mujaz
الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة
Géneros
أن يكون هؤلاء من الأنبياء عابدين الشيطان مشركين بالرحمن، وحاشا لله ولأنبيائه ولرسله وخيرته من خلقه من هذا القول، وما يجر إليه من الضلال.
فإن قال قائل منهم: لم جعلتم جميع طاعة الله إيمانا ولم تجعلوا جميع معصيته كفرا؟ قيل لهم: من قبل أن الإيمان إنما كان إيمانا لوجوب الثواب عليه، فكل طاعة لله عز وجل فالثواب عليها واجب، فكانت لذلك إيمانا، وليست كل معصية لله عليها عقاب، فتكون كلها كفرا. وقد اجتمعت الأمة على أن كل كبيرة معصية، ولم يجمعوا على أن كل معصية كبيرة (¬1) ، فلو كانت كل معصية كبيرة كانت الأمة تجمع ألا معصية إلا كبيرة، كما أجمعوا أن لا كبيرة إلا عصيان. ألا ترى أن الله قال في كتابه: (ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها) (¬2) ، وقال: (وكل صغير وكبير مستطر) (¬3) ، وقال: (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما) (¬4) فكل ما كان مغفورا لأهله، متروك المؤاخذة عليه فهو صغير غير كبير، وغير كفر. فعلمنا لذلك أن جميع طاعة الله إيمان، وليس جميع معصيته كفرا ولا كبيرا، فإن قالو:ا قد أخبر الله أن (ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) (¬5) فينبغي أن تكون كل المعاصي كبيرة، قيل لهم: قد استثنى في المعاصي فقال: (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم) (¬6)
¬__________
(¬1) راجع ما كتبه الشيخ السالمي في كتابه مشارق أنوار العقول عن الكبائر وأقسام الكبائر 374 395.
(¬2) سورة الكهف آية رقم 49.
(¬3) سورة القمر آية رقم 53.
(¬4) سورة النساء آية رقم 31.
(¬5) سورة الأحزاب آية رقم 36، وقد جاءت الآية محرفة في المطبوعة حيث قال: بعيدا بدلا (مبينا).
(¬6) سورة النساء آية رقم 36، وتكملة الآية: (وندخلكم مدخلا كريما)..
Página 130