325

Mujaz

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

Géneros

نسأل الصفرية عن الشرك ما هو؟ وما معناه في اللغة؟ فإن قالوا: هو المساواة بالله غيره، كما أن التوحيد إفراد لله من غيره، أبطلوا أن يكون ترك الفرائض والعمل بالكبائر شركا؛ لأن أهلها لم يساووا الله بغيره، وإنما أتوا ما أتوا شهوة ولذة، وهم مقرون بتحريمه، دائنون به. وإن قالوا: إن المعصية لله إنما كانت شركا لأنها طاعة لإبليس، واعتلوا بقول الله عز وجل: (وإن أطعتموهم إنكم لمشركون) (¬1) فقالوا: إذا أطعتم المشركين في أكل الميتة فأكلتموها أشركتم. قيل لهم: لم يشركوا بأكل الميتة وإنما أشركوا باستحلالها؛ وذلك أن المشركين جادلوا المؤمنين فقالوا لهم: تأكلون ما قتلتم، ولا تأكلون ما قتل الله لكم، فأنزل الله: (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون) (¬2) وذلك إذا أطاعوهم في استحلال أكل الميتة. ويلزمهم إذا كان كل من عصا الله في شيء أطاع إبليس أنه عابد لإبليس، مشرك بالله، أن يكون آدم _صلى الله عليه وسلم_ حيث قال: (وعصا آدم ربه فغوى) (¬3) عابدا لإبليس، مشركا بالله في معصيته لله حين أكل من الشجرة التي نهاه الله عنها، أو غيره من الأنبياء، قال الله لنبيه _صلى الله عليه وسلم_ (عفا الله عنك لم أذنت لهم) (¬4) ، ولا يكون أن يعفو عنه ما ليس بمعصية، وكذلك قول يونس عليه السلام حيث يقول: (سبحانك إني كنت من الظالمين) (¬5) ، وموسى إذ يقول: (سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين) (¬6)

¬__________

(¬1) سورة الأنعام آية رقم 121.

(¬2) سورة الأنعام آية رقم 121.

(¬3) سورة طه آية رقم 121.

(¬4) سورة التوبة آية رقم 43، وتكملة الآية : (حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين).

(¬5) سورة الأنبياء آية رقم 87.

(¬6) سورة الأعراف آية رقم 143..

Página 129